لا صوت يعلو على صوت الأخضر هذا المساء حين يخوض مباراة التاريخ أمام منتخب كوريا الشمالية، فالميول والعواطف ستلتحم لمساندة الأخضر في المهمة التاريخية لنفرح بإذن الله في النهاية.

وما إن ندخل الجد ومرحلة الحسم إلا ونجد رجال الأخضر رجال الحسم ليواصل الرجال كتابة التاريخ الذي كتبه صقورنا مرات ومرات ليضع لاسم السعودية البصمة الواضحة في سماء الكرة الآسيوية، وسيتكرر المشهد اليوم في مباراة تتويج العطاء والتأهل إلى العرس العالمي للمرة الخامسة على التوالي. وبلا شك فالحضور الجماهيري سيكون هو اللاعب الأول وليس اللاعب الثاني عشر في المباراة، فكم زفت جماهيرنا السعودية العاشقة صقورنا إلى محافل البطولات والإنجازات. التأهل بحد ذاته لا يعدو كونه مرحلة أولية تخطاها الأخطر وبتفوق. ولكن الأهم هو غرس المفهوم الأزلي لإرث قديم خلفته الكرة السعودية وحافظت عليه ليصبح حاضراً مجيداً في سماء الكرة الآسيوية، خلفتها أجيال بعد أجيال لتقف الكرة السعودية على هرم الكرة الآسيوية ولتتصدى في وجه فرق غرب القارة وحيدة بلا هوادة لتعلن بأن الكرة السعودية هي الأقوى والأفضل ولا أدل من ذلك على تأهل منتخبنا لكأس العالم أربع مرات وبحول الله تتحقق الحقيقة للمرة الخامسة بالتأهل، ليحل ضيفاً على القارة السمراء في العرس العالمي الكبير كما حلّ ضيفاً على ثلاث قارات من قبل هي أمريكا الشمالية عام 94 وأوروبا عامي 98 و2006 وفي قارته الصفراء الآسيوية عام 2002م، وكأن التاريخ يعيدنا إلى بداية الانطلاقة السعودية إلى الأجواء العالمية بعد ملاحم أربع كان لمنتخبنا الغلبة في الانتصار وتخطي الصعاب في وقت الجد والحسم بداية من مباراة التاريخ الأولى أمام المنتخب الإيراني كأول تأهل في تاريخ الكرة السعودية بعد فوز كبير في دوحة قطر قوامه أربعة أهداف لثلاثة عن طريق سامي الجابر وفهد المهلل ومنصور الموسى وحمزة إدريس، وأكد الأخضر بعدها الحضور القوي من خلال التأهل للمرة الثانية على التوالي بعد الفوز في آخر مباريات التصفيات على قطر وفي دوحة قطر مرة أخرى بهدف إبراهيم سويد.. التأهل الثالث كان الأصعب وتطلب الأمر خسارة إيران من البحرين مع فوزنا على تايلند وهو بالفعل ما حصل ففاز منتخبنا الأخضر على تايلند هنا في الرياض بنتيجة 4-1، عن طريق عبد الله الشيحان وعبد الله الجمعان وسامي الجابر وإبراهيم ماطر في الوقت الذي خسرت فيه إيران من البحرين 1-3 ليطير الأخضر للمرة الثالثة على التوالي للنهائيات، وجاء التأهل الرابع عن طريق أوزبكستان وبثلاثية منها اثنان لسامي الجابر وهدف لسعد الحارثي.

منتخبنا الشاب هذا المساء سيكون طموحه كبيراً في التأهل على اعتبار تشكيلة الأخضر لا تضم سوى خمسة لاعبين سبق لهم المشاركة في كأس العالم هم حسين عبد الغني ومحمد نور ورضا تكر وياسر القحطاني وخالد عزيز أما البقية فكتيبة شباب على أعتاب المجد وسيخطون نهاياته الجميلة هذا المساء عبر الشباك الكورية.. بالتوفيق لصقورنا الخضر وعاشت بلادي خفاقة العلم مرفوعة الرأس فوق هام السحب.