أبي المليك..

على شفة الأفق تتراءى ابتسامة الحياة والبهجة ترسمها سنوات مشرقة من العطاء والبذل والبهاء.. هناك يشرق وجهك سيدي كما شمس الكون التي تحتضن الأرض بنورها ملهمة الكائنات على الحياة والاستمرار.

يا سيد الكون.. وبهجة القلب.. وجذوة النور التي توقدها القلوب.. يا مليك الوطن الذي يبتهج بك اللحظة وأنت على عرشه تسير به إلى نماء وتقدم.. يا مهجة القلب الذي تسري في شرايينه كما ترياق الحياة.. وكما النبض يورق فيه ليحيا.. آه يا أبتي الحبيب.. تنضب عبارات اليتم والغربة وأنا أردد هذه الكلمة بصوت القلب قبل أن يصل صداها الكائنات.. مبارك يا أبتي عيدنا اليوم ونحن نشعل شمعة أخرى في الدرب.. وشمساً.. ونجوماً.. وأقماراً تحملك..

مبارك يا أبتي عيد المملكة وهي تحتفل بك مليكاً.. وقائداً.. وأبا حانياً.. ورجلاً تجله الدنيا وتسعد به الحياة..

أرضيت خالقك.. ووضعت طاعته ومرضاته نصب عينيك.. فطوبى لكل الذي وهبك ومنحك وأجلك.. وحملت الوطن في قلبك وعينيك فأهداك الوطن كل هذا الحب.. وفداك أحبتك وأهله بأرواحهم.. عمرت بيوت الله.. وأقمت صروح العلم.. ومددت جسوراً للحوار ملبياً الأمر الإلهي بأنه خلقنا شعوباً وقبائل لنتعارف.. وحملت أغصان السلام حيث حللت.. فمدّ الكون لك أياديه مرحباً بدعوتك.. فجعلت المملكة في الصفوف الأولى.. وأهلها آمنين لهم ذكر في العالمين..

الثقافة سيدي أعراسها في كل صوب في البلاد.. المرأة لها مكانتها التي شرعها الله.. هي الأخت والأم والبنت والشريكة.. أعطيتها حقها في التعليم وصنت حقها في الحياة.. الاقتصاد الذي يختنق العالم خارج حدود مملكتنا بمأساته بخير أيضاً... الصحة بصحة جيدة.. والوطن بخير.. هواؤه وأرضه وسهله وجبله وماؤه وكلنا بخير.. نهتف لك وندعو الله أن يحفظك ويعينك ويسدد خطاك ويحميك.

يا ابن عبدالعزيز

على كتاب الله.. وسنة نبيه.. وعلى السمع والطاعة بايعناك.. نجدد اليوم البيعة لك.. نلتزم طاعتك.. ونرضى الانقياد لأمرك.

نلوح لك بكف القلب.. وتلهج ألسنتنا بالدعاء لك بطول العمر، فمن القلب قطفت عناقيد نور لتزين بها سماء وطنك.. ومن الروح أشرعت للوطن رحلة الوفاء والمحبة فبدأنا معك عهداً جديداً زاخراً بالإنجازات وبالأمن والاستقرار..

من ضفة لأخرى من ضفاف الوطن حطت بك الأشرعة.. تلونت السماء بالسحاب.. والأرض بالمطر.. والشجر بالخير والثمر.. والبحر بالموج.. احتضنتك المدن واستقبلك أحبتها بالبشر والسعادة، في شرايين هذه الأرض المباركة سكبت دمك لتنبض به، ثم تعيش بأنفاسها، نثرت لك السماء فضة نجومها فأورق دربك بالضياء.. وقلوبنا بالسعادة والأمل..

بايعناك ملكاً.. ووالداً.. وراعياً للوطن... وحملنا حمائم السلام رسائل مطرزة بألوان الوطن.. وقصائد نابضة بأحرفه..

(هي بيعتنا لك عقدْ.. وفاؤه عهد)

***

من آخر البحر..