جاء معرض الفن التشكيلي السعودي المعاصر في دورته العشرين إضافة جديدة إلى مسار الحركة التشكيلية المحلية والتي تعيش في الواقع انفتاحاً واسعاً في مجال العرض؛ فما بين معارض رسمية إلى معارض جماعية إلى معارض شخصية هنا وهناك، كل هذا يأتي متطابقاً مع معطيات المرحلة ومعرض الفن التشكيلي المعاصر العشرون جاء هذه المرة مغايراً ربما لدوراته السابقة خاصة فيما يتعلق بالمدارس الفنية التي تشكلت منها الأعمال الفنية المعروضة، حيث كان للمدرسة التجريدية حضوراً لافتا وكذلك للتعبيرية وجاءت أعمال عبدالرحمن خضر ومحمد العبلان وعبدالله المرزوق وسعيد العلاوي وسعيد الوايل وحسن الغامدي وخلود البقمي ووليد الزهراني وسارة الوشمي ومحمد هلال ووليد الطويرقي ومحمد يوسف السيهاني وأحمد حسين ومحمد حيدر وغيرهم من خلال هذا التوجه، وبالتالي هيمن الأسلوب التجريدي في أعمال هؤلاء وكان للون احتفالية غير عادية لدى بنائيات عبدالرحمن خضر وتكونياته التي اعتمدت على اللون ليكون لب الحكاية والذي من خلاله جسد عبدالرحمن كل قدراته وإمكانياته في توظيف اللون وخلق فضاءات ومساحات تمت معالجتها وفق تكوينات لونية متمكنة..

المسار الآخر هو الأسلوب التجريدي التعبيري، كما في طرح فهد خليف والذي وظف بعض الشخوص والعناصر ذات الدلالات التعبيرية كما في لوحة البحارة وقدرته أيضا على توظيف الخط العربي من خلال زرعه في ثنايا لوحته (حوار) بما يضيف على العمل صلب المعادلة وهو الحوار بكل أبعاده اللغوية والمعنوية. أحببت الإشارة إلى التوجه العام للمعاصر (20) وهيمنة الأسلوب التجريدي وحضوره اللافت بقي أن أشير إلى إصرار عبدالله المرزوق على طرح مفهوم (قوس قزح في الصحراء) والذي يمثل لدي المرزوق قضية أو مفهوم أزلي يظل يدور في فلكه ما أمكنه ذلك وفق تقنيات معاصرة تتوجس الحراك من منطلق قناعات وأفكار تخصه هو ما ينطبق على المرزوق ينطبق على سامي البار والذي ما فتئ يقدم معطيات متشابهة من خلال فن (الجرافيك) والذي يعتبر سامي أحد أميز رواده أيضا كما اشير إلى حضور أسماء لها شأن في مستقبل الحركة بإذن الله والمتمثل في أعمال الفنانة التشكيلية غادة الحسن والتي قدمت عملاً من ثلاث قطع تعبيرية تعالج هماً إنسانياً من خلال الصمت والذي ربما يكون أحياناً أكثر تعبيراً من الكلام وفق تتابع سينمائي وظفت فيه الشخوص ودلالاتها مستعينة ببعض الوسائط التي تساعد على إيصال الفكرة إلى المتلقي بصورة جيدة.