Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
ملك.. ومملكة
بقلم: خالد المالك

 

في ذكرى مبايعة الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للمملكة العربية السعودية؛ حيث يدخل هذا الحدث التاريخي المهم سنته الخامسة، وحيث شهدت السنوات الأربع التي انصرمت من حكمه الكثير من الإنجازات ما أصبح متابعتها والاهتمام بها

حديث الناس في الداخل والخارج.

***

لم تشغل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برامج التنمية والتطوير التي أخذت من وقته وجهده الشيء الكثير عن مساحة هائلة من اهتمامه بتجديد الأنظمة وتطوير الذهنية وبناء الفكر لدى مواطنيه، وترسيخ المثل في مجتمع اعتاد أن ينتظر وأن يستجيب ويتفاعل مع مثل هذا التوجه من مليكه المقدام.

***

وقد حافظ المليك بوعي ومسؤولية وحكمة ودراية على ما اعتاد عليه الناس من سلوكاً وتفاعلاً في التعامل مع الحياة، مع اختراقات تصحيحية منه لامست بهدوء رغباتهم وتناغمت مع تطلعاتهم؛ محدثة كل هذا التجديد والتغيير الذي أعاد الحياة والحيوية إلى الوضع الذي يفيد في كثير من المناشط والأعمال.

***

وعبدالله بن عبدالعزيز، في كل هذا، كان واضحاً وصريحاً في مواقفه، ملتزماً بمبادئه، ومحققاً في قراراته ما كان يُنتظَر منه وما كان وعد به في أول خطاب له بعد البيعة ضمن توجه صحيح وعمل مدروس قاداه إلى أن يضع المملكة في فترة زمنية وجيزة بهذا المستوى من التطور غير المسبوق.

***

ومن يقرأ أول خطاب لعبدالله بن عبدالعزيز حين بويع ملكاً للمملكة، فسيجد نفسه مضطراً إلى قراءته بتأن سطراً سطراً وكلمة كلمة؛ فقد كشف ذلك الخطاب التوجه الملكي والمنحى المستقبلي في إدارته لمسؤوليات الحكم، وأبان بجلاء سياسته القادمة داخلياً وخارجياً، فقد قال في خطابه التاريخي آنذاك ما كان منتظراً ومتوقعاً من زعيم اعتاد على هذا النهج، وعود شعبه على هذا المنهج، حيث الوضوح والصراحة ووضع الأمور في نصابها الصحيح.

***

ولا أعتقد أن أحداً منا نسي تلك الكلمات البليغة التي حدد بها إطار سياسته في ضوء قراءته -حفظه الله- للمستجدات والتطورات عالمياً وما صاحبها من متغيرات في الداخل، بما ألهم عبدالله بن عبدالعزيز لأن يرسم لوطنه ومواطنيه خططاً وسياسات وتوجهات واستراتيجيات رأينا جدواها تتتابع بعد أربع سنوات من حكمه من خلال هذا الأمن الذي نعيشه والاقتصاد الذي ننعم به والازدهار الذي تراه العين في كل المجالات.

***

ولو ألقينا نظرة سريعة وعابرة على ما تم إنجازه خلال السنوات الأربع التي انقضت من حكمه صحياً وتعليمياً واقتصادياً على سبيل المثال، لوجدنا أنفسنا أمام تجربة هائلة في بناء الإنسان وتعمير الأرض، لا أعتقد معها أن دولة مرت بمثل هذه التجربة الثرية خلال فترة زمنية قصيرة كما هو حال المملكة، حيث بناء وإنشاء المدن الصناعية والاقتصادية والجامعات والمستشفيات وابتعاث الطلاب للدراسة في الخارج وغيرها كثير.

***

وما تحقق جاء بفضل سياسة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويمكن أن ننظر إليها على أنها امتداد واستكمال وإضافة لمشاريع أخرى كان أمر بها وأشرف عليها أسلافه الملوك السابقون - رحمهم الله- بدءاً من الملك عبدالعزيز ومن بعده أبناؤه؛ سعود وفيصل وخالد وفهد، ولن يكتفي الملك عبدالله بما أنجز على يديه حتى الآن، فالعمل -كما هو طموح عبدالله بن عبدالعزيز- لم يستكمل بعد، والحاجة لا تزال أكبر بكثير مما تحقق حتى الآن، ورؤية الملك أن يرى المملكة على النحو الذي رسمه لها في خياله؛ تطور مستمر ولا مجال لشكوى من نقص في أي مجال.

***

ولا يمكن لكلمة مختصرة كهذه، أن تستوفي الحديث عن كل إنجاز تحقق خلال حكم عمره أربع سنوات حتى الآن، قياساً بما أنجز وهو كثير ومنوع وعلى امتداد كل الوطن، غير أن المشاهد والشواهد على الأرض وعلى أفواه الناس تنطق بما ينبغي أن يكتب عنه، غير أنها تعفينا -ولو إلى حين- عن المزيد من القول والتعليق والرصد عن جهد جبار وهائل وكبير أنجز لنا ما أنجز من بناء المؤسسات واختيار المسؤولين الأكفاء من الرجال والنساء وسن الأنظمة، وما صاحب ذلك من مشروعات كبيرة ومؤثرة لخدمة الناس وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم.

***

تحية لرجل المرحلة الملك القائد المقتدر عبدالله بن عبدالعزيز الذي أجمعت الأمة وبصوت واحد على مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية، وتحية لعضديه ومساعديه وشريكيه في إعمار هذا الوطن وإسعاد هذا الشعب؛ سمو ولي العهد الأمين سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، بانتظار المزيد من الخير والكثير من الإنجازات في بلد الحرمين الشريفين وفي دولة الحب والسلام.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد