في تلك الفترات الحرجة (الاختبارات) تعلن حالة الطوارئ وترفع حالة الاستعداد وتتعاظم الضغوطات وكما عودناكم في صفحتكم (جدد حياتك) على مواكبة الأحداث والحرص على تقديم وجبات فكرية مفيدة للجميع نسعد بتخصيص هذا العدد كاملا عن الاختبارات تفاعلا مع أبنائنا، وسأقدم في تلك المساحة باقات ود أهديها لأبنائي الطلاب وإخواني الآباء والمعلمين:
الباقة الأولى: إلى أبنائي وبناتي:
لكَم أتفهم مشاعركم وأحس بنبضكم وقد هجر بعضكم النوم وجفاه الرقاد فقد مررت بتلك الأيام ولا تزال ذكراها باقية, أدعوكم ابتداء لأدراك عميق واع لمفهوم النجاح في الحياة فطور الدراسة أحد أطوار الحياة وليس الحياة كلها, والنجاح في الحياة لا يتوقف على النجاح في الدراسة فالنجاح منظومة متكاملة.. ومفردة شمولية تمتد إلى كل نواحي الحياة فلا تقرنها بتفوقك الدراسي! فالنجاح الأول والأهم هو نجاحك في صلتك بربك ثم في قدرتك على التعامل مع ذاتك ومع الآخرين. ومن مفردات النجاح استدراك الكبوات والاستفادة من تجارب الماضي، يقول بوكرت: لا يقاس النجاح بالمنصب الذي يتبوؤه الشخص في حياته بل بالصعاب التي يتغلب عليها. وتذكر أيها العزيز أن نجاحك بمعناه الشمولي ومنه الدراسي يدفع عنك فشل سنين ويقرب لك سنين من السعادة، وثق ثقة تامة بأنك قادر على صناعة التاريخ ورسم أجمل لوحة لمستقبلك فقط ثق بنفسك واستثمر قدراتك واعلم أن سعادتك ونجاحك مرهونة بجودة أفكارك.
أتحسب أنك جرم صغير
وفيك انطوى العالم الأكبر
وتذكر دوما وأبدا أنك ستنجح يقيناً بحول الله في كل أمر بشرط أن تتحمس له وتعطيه شيئاً من وقتك وتفكيرك..
الباقة الثانية إلى الوالدين:
أقول القصد القصد تبلغوا فمزيد من الرفق والأناة خففوا من الضغط على الأبناء وأحسنوا الظن بهم وارفعوا من توقعاتكم بشأنهم واحرصوا على توفير الأجواء المناسبة لهم وتشجيعهم بالكلمة الطيبة والتعامل معهم بقانون (الحب الغير مشروط) فلا يكن التفوق والمعدل العالي هو شرط الحب، واعلموا أن أعظم كابح ومكدر للطلاب هو نشوب الخلافات بين الوالدين فهو معطل للفكر ويشل القدرة على التركيز كما أوصي بضرورة تجنب مقارنتهم بغيرهم مما يؤثر سلبا عليهم فيقعون تحت وطأة ضغوط نفسية رهيبة ستقود لنتائج عكسية غالبا، آخذين بقانون (الفروق الفردية) بعين الاعتبار كما أوصي بالتكيف مع النتائج أيا كانت وعدم القسوة على الأبناء حال خاب الرجاء وطاشت السهام في تحقيق المعدل المطلوب لا سمح فأحسب أنهم بذلوا من الجهد ما يشفع لهم وقد قاموا استفرغوا السبب وبذلوا الجهد فيجب على الأب الرضا بنتائجه فلا يضعف الرجاء ولا تتراجع الآمال ويوكل الأمر للعزيز ويعمل على البحث عن البدائل وأن يحتوي هذا الإخفاق بعيداً عن اللوم والتوبيخ وكذلك عدم إجبارهم على الالتحاق بالتخصص الذي يعجبكم أشيروا عليهم وليكن القرار قرارهم. واحرصوا على تنظيم برامج ترفيهية وإثرائية لأولادكم في الإجازة، وأخيرا اختتم بتوجيه جميل للأديب المفكر عبدالمنعم الزيادي يقول فيه: إن الآباء والأمهات الذين يفلحون في خلق جو الاستقرار والبهجة في بيتهم لا شك أنهم يؤمّنون مستقبل أبنائهم أكثر مما تؤمنه ترك الثروات الطائلة.
الباقة الثالثة: إخواني المعلمين
أوصيكم بالرفق واللين ووضع الأسئلة المناسبة فالاختبار ليس مشهدا لاستعراض للقوة وإبراز العضلات فلا تثقلوا عليهم وقد حث الحبيب اللهم صلي وسلم كل من تولى امرأ بالرفق وقال اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به. كما أن حسن استقبالكم للطلاب في بداية الصباح ومقابلتهم بالابتسامة وبث روح التفاؤل وتهوين الأمور لد دور عظيم فهو محفز مهم على الأداء الجيد في الاختبار.
خير الكلام:
(ومن يتوكل على فهو حسبه)
****
khalids225@hotmail.com