الظهران - واس
قال معالي مدير جامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور خالد بن صالح السلطان إن الذكرى الرابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين تحل وهي تحمل معها عبق التحديات التي خاضها -حفظه الله- وضخامة الإنجازات التي حققها في بضع سنوات.
جاء ذلك في كلمة لمعاليه بمناسبة مرور أربع سنوات على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم في البلاد فيما يلي نصها:
تحل ذكرى مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملكاً على المملكة العربية السعودية وقائداً لمسيرتها التنموية ورائداً لنهضتها في مختلف جوانب الحياة العلمية والاقتصادية والصحية والاجتماعية، تحل هذه الذكرى حاملة معها عبق التحديات التي خاضها، وضخامة الإنجازات التي حققها -حفظه الله- في بضع سنوات يكاد يخالها المرء دهراً، غير مصدق لما يلمسه ويراه قد أنجز على أرض الواقع.. إن تحليلاً منصفاً لسجل الإنجازات الذي تمكنت المملكة العربية السعودية من تحقيقها على مختلف الأصعدة المحلية والإقليمية والدولية منذ تولي خادم الحرمين الشريفين مقاليد المسؤولية في بلادنا، يقدم أدلة لا لبس فيها على أن هذه البلاد قادرة على اجتياز أصعب العقبات وأدق التحديات التي فشلت في عبورها دول كثيرة أخرى فاقت مملكتنا قدرات وإمكانات وطاقات وخبرات وثروات.. هذا النجاح الذي تغبطنا عليه أمم هذا الكون الفسيح لم يكن ليتحقق بدون توفيق الله عز وجل ثم بفضل الرؤية الحكيمة لقيادتنا الرشيدة التي أولت ثقتها بشعبها الذي بادلها الثقة والإخلاص.. يأتي هذا العهد الزاهر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعضده الأيمن وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز وسمو النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء الأمير نايف بن عبدالعزيز، ليضع أركاناً تحديثية وتطويرية في بناء هذه الدولة الفتية التي اختار لها ولاة الأمر السياسة التي ينتهجها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والتي تعتمد التوازن في التعاطي مع القضايا المختلفة المحلية والإقليمية والدولية مكَّنت المملكة العربية السعودية لتبوؤ مكانتها المستحقة ضمن الدول ذات التأثير الأكبر في مجريات عالم اليوم.. ولقد قام -حفظه الله- بمهمة جسيمة ألا وهي الدفاع عن الدين الإسلامي إزاء ما يتعرض له من هجمة شرسة لم يسبق لها مثيل في العصور الأخيرة، مما ارتد سلباً على كافة المسلمين في مختلف أنحاء المعمورة.. فعمل -رعاه الله- بكل دأب واضعاً كل طاقته وما حباه الله لهذه البلاد من قدرات مفكريها وعلمائها في الذود عن حياض هذا الدين العظيم. وقيَّض الله للملك عبدالله النجاح والتوفيق في هذه المهمة، حتى لمسنا بالأمس القريب مدى تأثير هذا الجهد الوجداني والفكري الذي قام به -حفظه الله- متمثلاً باعتراف زعماء العالم بعظمة الدين الإسلامي وإنسانيته، مقرين بفداحة الخطأ الذي وقع فيه من حاول أن يقرن الإسلام بالعنف والإرهاب، وساعين للحوار والتكامل مع المسلمين، في انسجام تام مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين الحضارات والأديان.. ملك الإنسانية، وصف لا يفي الملك عبدالله حقه، لكنه تعبير صافٍ لا بد أن أطلقته نفوس لمست اليد الحانية للمليك المفدى، ووجدت في إنسانيته الملاذ بعد الله في الفقر والمعاناة والمرض والظلم والقهر الذي يميز الحياة المادية التي تصبغ عالم اليوم.. لقد امتدت مكارمه - حفظه الله- لتغطي العالم كله بلا مبالغة، فمن يصدق أن زعيماً بحجم الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية يجد الوقت ليتابع علاج حالة مرضية لطفل أو كهل، بل ويجد الوقت ليزوره في سريره في أحد مستشفيات المملكة.. من يفكر بطفل يعاني في إفريقيا أو أوروبا ويشعر معه، كما يفكر ويشعر مع معاناة طفل في الرياض، ويعطي للطفلين فرصة العلاج والرعاية، لا بد وأن يكون ملكاً للإنسانية.. من أطلق مبادرة (الطاقة من أجل الفقراء) وخصص الأموال لصندوق (الطاقة والبيئة والتغير المناخي) ويرعى مبادرة (تطوير المحتوى العربي في الشبكة المعلوماتية)، لا بد وأن يكون ملكاً للإنسانية.. حريّ بكل سعودي أن يحمد الله عز وجل كثيراً أن قيَّض لبلادنا مليكاً ارتضته الإنسانية ملكها، وأن يدعو الله أن يجعل جهوده الإنسانية الخيّرة في ميزان أعماله ودافعاً عنه وعن بلادنا من كل شر وحس الإسلام منهجاً والوسطية والاعتدال قواماً، وذلك في امتداد طبيعي للعهود السابقة منذ عهد الملك المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ومن تلاه في حكم البلاد من أبنائه البررة، بعد أن وضعوا بصماتهم العظيمة - طيب الله ثراهم جميعاً- على صعيد تأسيس الدولة وبناء الإنسان فيها.. تتسم قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بسمات حضارية تتميز بتحديث الأنظمة وسن الجديد منها وبناء الدولة الحديثة.. دولة المؤسسات التي تعتمد على التقنيات المتطورة وتعتبر عصر المعلوماتية فرصة ينبغي الاستفادة منه في تطوير معايير حياتنا.. كما تتسم قيادته -حفظه الله- بتميزها بصفاته الإنسانية التي جعلته أحد أبرز القيادات العالمية وملك الإنسانية لما يلمسه العالم من تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه في كافة أرجاء المملكة وأمته الإسلامية والمجتمع الإنساني حول العالم.