لوحة جميلة شارك في رسمها كل أبناء الشعب السعودي في السادس والعشرين من شهر جمادى الآخرة عام 1426هـ عندما بويع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملكاً للبلاد فكان منذ ذلك اليوم خير خلف للملك الراحل فهد بن عبد العزيز طيب الله ثراه لاستكمال مسيرة النهضة السعودية المباركة، واليوم تحل الذكرى الرابعة لتوليه أيده الله مقاليد الحكم في المملكة العربية السعودية، وها هي بلادنا تزدهر يوما بعد يوم وتسير بخطا واثقة نحو التطور والرقي فلا حدود لطموحات خادم الحرمين الشريفين في صناعة واجهة مشرقة للوطن وتحقيق إنجازات مهمة على أرض الواقع تصب في صالح الوطن والمواطن بما يحقق لهما الاستقرار والرفاهية والنماء. أعمال عظيمة ومشروعات ضخمة تعدت مرحلة البنية الأساسية إلى تغييرات جوهرية في مختلف القطاعات الصحية والنقل والمواصلات والصناعة والكهرباء والمياه والزراعة والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والعمرانية أما في مجال التربية والتعليم فإن مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم العام الذي بدأ خطواته الحثيثة واتضحت رؤيته الموضوعية نحو تغيير بناء لكل ما من شأنه رفع مستوى كوادر وسواعد بناء الوطن في مستقبله المشرق بإذن الله، وما تخصيص أكثر من 20 % من ميزانية الدولة لقطاع التربية والتعليم إلا نتاج تخطيط واع واستشعار مدرك أن بناء العقول هو الاستثمار الحقيقي لنهضة الوطن.. نمو وازدهار وتطور تشهده بلادنا كل يوم وما يميزنا عن غيرنا أن بلادنا ظلت محافظة على ثوابت الإسلام عقيدة وعبادة وخلقاً وشريعة وحكماً ونظاماً متكاملاً للحياة واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبد الرحمن آل سعود طيب الله ثراه فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي وتمسكها بقيمها الدينية والأخلاقية.. ولا أدل على ذلك من أن المرأة السعودية قد وجدت في خادم الحرمين حفظه الله راعيا لحقوقها التي أقرها الإسلام ومدافعا عن أهمية دورها و ونصيراً لإبراز مكانتها ومساهماتها في تحقيق التنمية الوطنية الشاملة، وتوجيهه أيده الله بتذليل كل المعوّقات التي تحول دون ذلك فتعليم المرأة السعودية إعداد تتوازن فيه الأهداف بين إتقان مهمتها الأساسية بأن تكون أماً مثالية وربة بيت ناجحة، وبين إعدادها للقيام بما يناسب فطرتها من أعمال يحتاج إليها المجتمع، كالتدريس والتطبيب والحرف التي تمكنها من الإسهام في التنمية، والاعتماد على الذات وإطلاق طاقاتها لتكون عضوا نافعا في بناء المجتمع وإتاحة الفرصة لها للمشاركة في المناسبات الثقافية والندوات العلمية والمؤتمرات الدولية والقضايا الاجتماعية في ظل قيم الدين الإسلامي وعادات وتقاليد المجتمع السعودي وفي إطار من الحشمة والوقار والعفة والمثل العليا.
لا يمكن أن نصف ما تكنه القلوب وما يختلج في النفوس من مشاعر الفخر والاعتزاز والولاء والوفاء لرمز الضمير والوجدان خادم الحرمين الشريفين ولا أن نجسّد الصور الرائعة المتتالية للتلاحم بين المواطن وولاة الأمر ولا أن نستعرض كل فصول الإنجاز وخطوات المسيرة الحافلة لملك الإنسانية لكننا نعاهد والدنا على السمع والطاعة والبذل من أجل الوطن، وأن نجسد الانتماء بأحرف من نور فهو القائد الذي احتوى الشعب ونبضت بمحبته القلوب، وعرفانا لسلطان الخير سمو سيدي الأمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام على ما يقدمه أيده الله من أعمال خير غمرت كل محتاج و سائل و محروم، أمده الله بالصحة والعافية وطول العمر، ولصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس الهيئة العليا لجائزة نايف بن عبدالعزيز آل سعود العالمية للسنة النبوية والدراسات الإسلامية المعاصرة كل تقدير فهو صاحب القلب الكبير والأيادي البيضاء والمواقف النبيلة، رعاهم المولى وأيدهم وزاد الشعب السعودي تقدما ورخاء وعزة ولأرضنا سمواً وعزاً وطهراً ورد كيد كل حاقد وجائر.
الدكتور: عبدالله بن إبراهيم الركيان
مدير عام التربية والتعليم للبنات بمنطقة القصيم