Al Jazirah NewsPaper Friday  19/06/2009 G Issue 13413
الجمعة 26 جمادىالآخرة 1430   العدد  13413
الذكرى الغالية
د. عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة (*)

 

يوافق يوم الجمعة 26-6-1430هـ الذكرى الرابعة لمبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملكاً على البلاد، في وقت تشهد فيه المملكة منجزات تنموية عملاقة على الصعيد الداخلي وحضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات من القضايا الاقليمية والدولية الأمر الذي وضع المملكة العربية السعودية في موقع متقدم في خارطة العالم.

وتجاوزت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين - أيده الله - في مجال التنمية السقف المعتمد لإنجاز العديد من الأهداف التنموية التي حددها (إعلان الألفية) للأمم المتحدة العام 2000كما أنها على طريق تحقيق عدد آخر منها قبل المواعيد المقترحة بحول الله وتوفيقه.

ولا شك أن مما يميز التجربة السعودية في سعيها الدؤوب والمتواصل نحو تحقيق الأهداف التنموية للألفية الثالثة والحرص الشديد على الوصول إلى الأهداف المرسومة قبل سقفها الزمني المقرر، والنجاح منقطع النظير في دمج الأهداف التنموية للألفية ضمن أهداف خطة التنمية الثامنة، وجعل الأهداف التنموية للألفية جزءا من الخطاب التنموي والسياسات المرحلية بعيدة المدى للمملكة.

هذا وقد تمكن الملك عبدالله بن عبدالعزيز - ايده الله - بفضل من المولى عز وجل ثم بحنكته ومهارته في القيادة من تعزيز دور المملكة في الشأن الإقليمي والعالمي سياسياً واقتصادياً وتجارياً وأصبح للمملكة وجود أعمق في المحافل الدولية وفي صناعة القرار العالمي وشكلت عنصر دفع قوي للصوت العربي والإسلامي في دوائر الحوار العالمي على اختلاف منظماته وهيئاته ومؤسساته.

وحافظت المملكة بقيادة الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- على الثوابت الإسلامية واستمرت على نهج جلالة الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- فصاغت نهضتها الحضارية ووازنت بين تطورها التنموي والتمسك بقيمها الدينية والأخلاقية.

وكان على رأس اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز تلمس احتياجات المواطنين ودراسة أحوالهم عن كثب والرغبة فى تحسين المستوى المعيشي للمواطنين ودعم مسيرة الاقتصاد الوطني فقد أمر حفظه الله فى 17 رجب 1426هـ بزيادة رواتب جميع فئات العاملين السعوديين فى الدولة من مدنيين وعسكريين وكذلك المتقاعدين بنسبة »15 بالمائة« وصرف راتب شهر أساسي لشاغلي المرتبة الخامسة فما دون وكذلك سلم رواتب الافراد العسكريين من رئيس رقباء فما دون بالاضافة الى زيادة مخصصات القطاعات التي تخدم المواطنين كالضمان الاجتماعي والمياه والكهرباء وصندوق التنمية العقاري وبنك التسليف السعودي وصندوق التنمية الصناعي وتخفيض أسعار البنزين والديزل وانشاء جامعات وكليات ومعاهد ومدارس جديدة فى كافة ربوع الوطن الغالى لتيسير أمور المواطنين وتلبية رغباتهم.

وتحقق لشعب المملكة العربية السعودية في هذا العهد الزاهر الميمون خلال أربعة أعوام العديد من الانجازات المهمة منها تضاعف أعداد جامعات المملكة من ثمانٍ جامعات إلى أكثر من عشرين جامعة وافتتاح العديد من الكليات والمعاهد التقنية والصحية وكليات تعليم البنات. والإعلان عن إنشاء جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والعديد من المدن الاقتصادية منها مدينة الملك عبدالله الاقتصادية في رابغ ومدينة الأمير عبدالعزيز بن مساعد الاقتصادية في حائل ومدينة جازان الاقتصادية ومدينة المعرفة الاقتصادية بالمدينة المنورة إلى جانب مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض وجامعة الملك سعود بن عبدالعزيز للعلوم الصحية ومركز الملك عبدالله العالمي للابحاث الطبية.

واتسم عهد الملك عبدالله بسمات حضارية رائدة جسدت ما اتصف به رعاه الله من صفات متميزة، أبرزها تفانيه في خدمة وطنه ومواطنيه، إضافة إلى حرصه الدائم على سن الأنظمة وبناء دولة المؤسسات والمعلوماتية في شتى المجالات مع التوسع في التطبيق. وصدرت أوامر ملكية سامية تتضمن حلولاً تنموية فاعلة لمواكبة هذا التوسع بما يضمن الوصول إلى أفضل أداء- بإذن الله.

أما بالنسبة للمجال الصحي فقد شهد عهد خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مرحلة تحول كبيرة في مسيرة التطور الصحي بالمملكة، حيث صدر المرسوم الملكي الكريم رقم (م-30) وتاريخ 2-6-1430هـ القاضي بالموافقة على سلم رواتب الوظائف الصحية للمشمولين باللائحة الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية وسلم أجور الممارسين الصحيين السعوديين العاملين ضمن برامج التشغيل في المستشفيات الحكومية العامة والتخصصية والمرجعية والذي نص على الموافقة على سلم رواتب الوظائف الصحية للمشمولين باللائحة الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية رقم (1-241) وتاريخ 28-3-1412هـ وذلك بالصيغة المرافقة ويكون تحديد المؤهلات المطلوبة لشغل الفئات المشمولة بهذا السلم وفقاً للمادة (الثالثة) من لائحة الوظائف الصحية والموافقة على سلم أجور الممارسين الصحيين السعوديين العاملين ضمن برامج التشغيل في المستشفيات الحكومية العامة والتخصصية والمرجعية وذلك بالصيغة المرافقة ويكون تحديد الفئات والمستويات والدرجات المناسبة لهم وفق ما تضمنه دليل التصنيف والتسجيل المهني للممارسين الصحيين الصادر من الهيئة السعودية للتخصصات الصحية على أن يطبق هذا السلم على جميع المستشفيات والمرافق والمراكز الصحية الحكومية التي تدار وفق برامج التشغيل أياً كانت تسمياتها بما في ذلك مستشفيات الحرس الوطني ووزارة الدفاع والطيران ووزارة الداخلية ووزارة الصحة والمؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث.

وقد تضمن قرار مجلس الوزراء الموقر رقم (178) وتاريخ 1-6-1430هـ بشأن الموافقة على سلم رواتب الوظائف الصحية للمشمولين باللائحة الصادرة بقرار مجلس الخدمة المدنية وسلم أجور الممارسين الصحيين السعوديين العاملين ضمن برامج التشغيل في المستشفيات الحكومية العامة والتخصصية والمرجعية صرف العديد من البدلات والمميزات المادية للعاملين الصحيين، كما وجه حفظه الله بدعم الهيئة السعودية للتخصصات الصحية اهتماماً منه - رعاه الله - بتطوير برامج الدراسات الصحية العليا كما حظيت الخدمات الصحية في هذا العهد الزاهر الميمون بتبرعات سخية ومكرمات جليلة من لدن خادم الحرمين الشريفين وقد شملت هذه الخدمات الصحية المتميزة كافة أرجاء المملكة ولله الحمد حيث جاء اهتمامه - حفظه الله- بالتوزيع العادل للخدمات الصحية بهذا الوطن الغالي وتم اعتماد العديد من المشاريع الصحية العملاقة في كافة مناطق المملكة العربية السعودية كما تم دعم برامج ومراكز الرعاية الصحية الأولية الوقائية والتوعوية وبدأت وزارة الصحة مؤخراً برسم مشاريع تطويرية لإنشاء مفهوم الرعاية الصحية الشاملة والمتكاملة بما فيها الصحة الإلكترونية لتحقق التوزيع العادل المبني على أسس علمية وسوف يتم رفع هذا المشروع بعد اكتماله الى الجهات المختصة لاعتماده ليحقق بإذن الله تطلعات قائد هذه البلاد الطاهرة الذي يسعى دائماً لتقديم أفضل رعاية صحية ممكنة لمواطني مملكتنا الحبيبة وقد شكلت توجيهاته - أيده الله - المتمثلة في تقديم المزيد من الإهتمام والعناية بالمرضى محور اهتمام الوزارة حيث تم استحداث برنامج سلامة المرضى وآخر لإدارة الأسرة لضمان تجويد الخدمات وسلامة المرضى وقد بدأت هذه البرامج التطبيق الفعلي بمرافق الوزارة بكافة مناطق المملكة إضافة الى برامج علاقات المرضى والرعاية الصحية الأولية وجراحة اليوم الواحد والممارسة الصحية الآمنة والعديد من البرامج التي تسعى الى رفع مستوى الأداء وتطوير الجودة وتحقيق رضا وسلامة المريض الذي هو محور الاهتمام.

وختاماً.. إننا لا يمكن لنا أن نختزل وصف ما تكنه القلوب وما يختلج في النفوس من مشاعر الفخر والاعتزاز والولاء والوفاء لملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي جسّد صورة رائعة من صور التلاحم بين المواطن والقيادة الرشيدة، وسعى بفكره النيِّر إلى تأكيد عمق الودّ الذي يسود هذه العلاقة المتينة منذ تأسيس هذا الكيان على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - طيب الله ثراه.

(*) وزير الصحة



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد