تحية إجلال لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه- صاحب الرؤية الثاقبة والبصيرة النيرة الذي وضع بلاده على الطريق إلى العالم الأول. هذه الرؤية المنبثقة من القيم والمبادئ الإسلامية العظيمة التي ارتضاها الله سبحانه وتعالى لعباده، فشقت هذه القيم الفريدة طريق التأثير في العالم وغيرت مجرى تاريخ القبائل العربية المتناحرة من الفرقة إلى العظمة والعالمية.
إن المهام الجسام تتطلب رؤى ثاقبة وقادة تاريخيين عظام.. في بداية القرن الهجري الماضي، نهض الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله- لمهمة تاريخية وصعبة. لقد تجسدت أمامه مهمة عسيرة وشاقة لتوحيد هذا الكيان الكبير المترامي الأطراف، الذي تسوده المناحرات القبلية والتخلف وكافة الأمراض والعلل الاجتماعية آنذاك، فتم على يديه بتوفيق الله توطيد أركان الوطن وجمع شتاته تحت راية التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله، وجاء من بعده أبناؤه الملوك البررة سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله- الذين أكملوا المسيرة فقاموا بجهود هائلة كبرى بالحفاظ على المكتسبات التي حققها الملك المؤسس أولاً ثم باستكمال التطوير والبناء ثانياً.
واليوم ومع ذكرى البيعة، يجسد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز برؤيته الثاقبة الشعاع المنير من المستقبل الممكن والمحفز للعمل في قيادته للبلاد ليضعها أعتاب نهضة كبرى وطفرة تنموية تسابق الزمن.
فلقد بدأ عهده الميمون -حفظه الله- بمنظومة من الإصلاحات والسياسات والإجراءات الاقتصادية التي تهدف إلى رفع مستوى معيشة أبنائه المواطنين ورفاهيتهم. تبع ذلك تخصيص وإنفاق نسبة تتجاوز 25% من ميزانية الدولة لسنوات متلاحقة على قطاعات التعليم العام والعالي والصحة وتنمية الموارد البشرية، إدراكا بأهمية العنصر البشري في التقدم والتنمية.
فاليوم يغطي التعليم العالي جميع مناطق المملكة ومحافظاتها، كما أن التعليم العام يخضع الآن لإعادة هيكلة وصياغة لتطويره وتحديثه والارتقاء بمستوى مخرجاته. أما مشاريع البنية التحتية للتعليم العام والعالي أصبحت معالم حضارية بارزة في مناطق ومحافظات المملكة.
كما فُتحت أفاقا جديدة لفرص واعدة من خلال برامج الابتعاث من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي والذي بكل تأكيد سوف يمكن الأجيال الشابة من بناء خبرات مميزة تنهض بالوطن وتعلي شأنه، مع التوسع في برامج الموهبة التي أطلقت الفرص لكشف المواهب الشابة وتحفيزها وصقلها بالتعليم والتدريب المتخصص.
بحق إننا نعيش فترة ومرحلة تاريخية في مسيرة العطاء والنماء لهذا الكيان الكبير بقيادة راعي النهضة المباركة خادم الحرمين الشريفين الذي يبني ويستثمر في وطنه ومواطنيه إيماناً منه -أيده الله- بأن الشعوب المتعلمة المستنيرة ذات الوعي والمسؤولية الاجتماعية والوطنية هي التي تبني الحضارة.
وأخيراً، إنها ليست الأميال التي قطعناها ولكنها الوجهة والرحلة التي يأخذنا إليها قائد المسيرة، المتوجة برؤيته الثاقبة المليئة بالعزم والإصرار والحزم والعزم والتفاؤل والنبل والكرم.
حفظ الله بلادنا في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية.
* عميد كلية المجتمع بمحافظة رفحاء جامعة الحدود الشمالية