** عندما أتى.. أتى بصمت.. هو شبيه الريح.. ذلك الإنسان الذي ضحى بوقته وسعادته وعائلته لخدمة هذا الكيان.. فأصبح اسماً ومادة تتناقلهما وسائل الإعلام العالمية بحجم هذا الكيان وصفات رئيسه الذي لم يبخل بتعاقدات، ولا حتى مفاوضات للأشهر من المدربين واللاعبين العالميين لخدمة النادي، ليس بالأصوات والصخب.. إنما بصمت وحكمة.
عندما تولى الرئاسة أعطى اهتمامه وأولوياته لتحقيق الإنجازات والبطولات والوصول لمنصات التتويج، ومع ذلك فقد حقق التوازن الفكري والإداري الذي كان لا بد منه في يوم من الأيام.. فطوَّر منشآت النادي، وازدادت المداخيل التجارية، وأصبح يسير وفق إستراتيجية معينة نحو الخصخصة الكاملة.
لقد أصبح اللاعبون فوق كفوف الراحة النفسية وبدون أي ضغوط رغم مطالبات الجماهير بتحقيق المزيد من الإنجازات.. وهذا مطلب شرعي في عالم كرة القدم.
أعلم بما يمر به عبد الرحمن بن مساعد من إحباط بتحقيقه بطولة واحدة هذا الموسم (فقط).. لكن ليعلم الجميع أنه بوجود الرجال خلف سموه والذين ضحوا بوقتهم ليكملوا اليد الواحدة مع شبيه الريح فإنه لا وقت للندم على ما فات، وإنما هي كبوة جواد.
** عندما أعلن ذلك الرجل الخفي بأن مداخيل النادي ستتعدى الـ50 مليون ريال قبل خمس سنوات تقريباً ضحك الجميع!! وها هي الآن تصل لضعف ذلك المبلغ.. هذا أحد الأمثلة الصغيرة التي يسير بها هذا الكيان.. وهذا لم يأت من فراغ أو من باب الصدفة.. فالرجال الذين لا يحبون الإعلام والشهرة والأصوات الصاخبة هم أساس النجاح.. فالعمل في صمت وإنجاز المبتغى ذلك هو المراد. وإذا كانت البطولات وحدها ستخلد في التاريخ.. فأيضاً النقلة النوعية والسريعة للنادي من حال إلى حالٍ أفضل في ظل تطور الكرة العالمية ومسابقتها للزمن ليست بتلك السهولة التي يعتقدها الجميع.
فبشخصيته المثالية الراقية وحنكته العالية وشاعريته حقق ذلك بفضل الله عز وجل وهو في أول الطريق ولم يتوقف.. بل ظل يسير في الطريق الصحيح لتبقى المسيرة في ذاكرة التاريخ.
فهو لم يعط أتفه الأمور اهتماماً مثل ما يريد قلة من الجماهير الذين للأسف انجرفوا خلف ذلك التيار المظلم.. فهو يملك طموحاً ونظرة مستقبلية لتحقيق البطولات.. وهي بيد الله سبحانه.. ثم بعمل متكامل واهتمام بداخل البيت وليس بخارجه.. ومعرفة الأخطاء ومعالجتها حتى وإن كان بصمت.. فارتفاع الأصوات ليس مطلوباً.. وإنما الفعل هو المطلوب.
وإذا كان تحقيق البطولات بيد الخلق لأغلقت نصف أندية العالم أبوابها وتحوَّلت لأندية صحية. إن الذي أتحدث عنه بالطبع لن أصل إلى ربع الذي يعملونه سواء بالوصف أو العمل. وشخصية بحجم رئيس الهلال من الصعب التحدث عنها، فذلك الفريق أصبح يضاهي الفرق الأوروبية بالإمكانات والمؤهلات.. وأصبحت أنديتنا السعودية ولله الحمد في أعلى هرم الكرة الآسيوية والعالمية وهذا لم يأت من فراغ. بإذن الله عز وجل سنحتفل مع شبيه الريح بإنجازات وبطولات في المواسم القليلة المقبلة، ويبقى الهلال ينافس الهلال، وليس ذلك على الله ببعيد.
الأمير تركي بن ناصر بن سعود