عبر بعض التربويين والإعلاميين في بلادنا عن غضبهم وخيبة أملهم عندما صدر بالأمس عن مركز القياس الوطني مؤشر تعليمي جديد كشف لنا فشل بعض مخرجات تعليمنا الجامعي في اجتياز اختبار وطني يؤهلهم للالتحاق بمهنة التعليم. هؤلاء الذين فشلوا في اختبار مركز القياس كنا في السابق نبتلع أمثالهم في مدارسنا. وعموما لم تكن هذه تجربتنا الوحيدة مع المؤشرات التعليمية، فقد سبق أن أهدت لنا مؤسسة تمز الدولية مؤشرا عن مستوى طلابنا في العلوم والرياضيات، كما سبق أن أهدى لنا البنك الدولي مؤشرا عن تعليمنا العام، وهي مؤشرات كان يجب أن توقظنا من غفلتنا. الذين طعنوا بالأمس في دقة المؤشرات الدولية عن تعليمنا ماذا سيقولون اليوم عن مؤشرات مركز القياس الوطني. اليوم يجب أن نشكر وزارة التعليم العالي التي أخرجت لنا مركز القياس الوطني ليكشف مواقع خلل تعليمنا، ويجب أن نشكر وزارة التربية التي استفادت من مهنيته وخبرته. ما أجمل أن نكتشف علل تعليمنا ونعالجها في ضوء مؤشرات تعليمة موثقة بعيدا عن الانطباعات والأمزجة الفردية. بقي أن نعبر عن أملنا في خروج مركز القياس الوطني عن المظلة الحكومية وفي ظهور مراكز تعليمية غير حكومية وغير ربحية تدعم برامج إصلاح تعليمنا.