مشكلة انقطاع التيار الكهربائي صيفاً في بعض المناطق مشكلة متعددة الجوانب. بعضها متعلق بشركة الكهرباء نفسها، وبعضها الآخر مرتبط بالمواطنين والمقيمين وكيفية استخدامهم للكهرباء. ففي الصيف بطبيعة الحال يقبل المشتركون على استخدام الكهرباء لمواجهة الحر؛ ما يؤدي إلى زيادة الضغط على الأحمال الكهربائية. وهو ما ذكرته الشركة في اعتذارها الذي نشرته في الصحف. هذا فضلا عن بعض الأعطال الفنية في محطات التوليد، والتأخر في تركيب المكثفات التي تعزز من قدرة النظام الكهربائي على التحمل والتغذية. ولا شك في أن ارتفاع درجة الحرارة أمر متوقع؛ لذا كان لا بد من وجود استعدادات سابقة لموسم الصيف، وعدم الانتظار حتى بلوغ درجة الحرارة إلى مستويات قياسية؛ حيث لا يستطيع النظام الكهربائي تحملها! خاصة أننا نشهد زيادة في المشاريع الاقتصادية والعمرانية التي تضيف أحمالا جديدة على الكهرباء.

وبالتالي، فإن هناك نقصاً في الاستعدادات وتقصيراً من الشركة في ذلك؛ ولذلك قدمت الشركة اعتذارها للمتضررين. والسؤال: هل سيتم تعويض هؤلاء المشتركين الذين يدفعون مقابل ما يحصلون عليه من كهرباء؟ خاصة أن انقطاع التيار الكهربائي عنهم ربما كبدهم خسائر مادية بسبب فساد الأطعمة والأدوية وغير ذلك؟.

في المقابل يطلب من المشتركين الترشيد في استخدام الكهرباء خاصة في أوقات الذروة، وليت التلفزيون السعودي يقوم في فترة الذروة من الساعة الواحدة ظهرا حتى الرابعة عصرا بوضع مؤشر في زاوية من الشاشة يوضح مدى الضغط على الكهرباء من أجل تنبيه المشتركين إلى أهمية الترشيد، وقد سبقتنا إلى ذلك محطات تلفزيونية خليجية كتلفزيون الكويت. هذا عدا ضرورة القيام بحملات توعوية توضح طرق الترشيد في استخدام الكهرباء. وليت هناك آلية لمراقبة من يبالغ في استخدام الكهرباء من أجل تنبيهه للحد من ذلك، أو حتى تغريمه لإضراره بالآخرين.

****