الوطن مساحة من العطاء تتسع وتضيق هذه المساحة حسب تغيرات الزمن ومعطيات الواقع وتوجهات القادة ورموز البناء، وإن كانت كثير من الأوطان تمر اليوم بأزمات وإخفاقات وتبدلات بعثرت الأوراق وأثرت على عجلة التنمية سلباً، فإننا ولله الحمد والمنة ننعم في هذه البلاد المباركة المملكة العربية السعودية بقيادة حكيمة تدرك حجم التحديات وتعلم عمق التحولات وتستشرف قادم الأيام برؤية ثاقبة ومعرفة واسعة الأمر الذي قاد إلى ترتب الأولويات التنموية بوعي، وتوسيع دائرة التفاعل الحضاري بحذق، وشحذ الهمم للمبادرات الناجحة والدفع إلى ميدان العمل بقوة وفاعلية، كل هذا على أساس من العقيدة الصحيحة والمنهج السليم والتعاون الفاعل. والعلم التقني بمفهومه الواسع هو بمثابة البوابة التي أشرعها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لنلج منها إلى عالمنا الجديد، إننا ونحن نحتفي بذكر البيعة لملك الإنسانية الرمز نذكر بكل امتنان وإعزاز الدعم اللامحدود الذي يحضى به التعليم عموماً والتعليم العالي.على وجه الخصوص وعلى وجه أخص التخصصات العلمية والتقنية وستبقى جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية شاهد على مر العصور، تقول للزائر والراصد والمراقب، تقول للأجيال القادمة من نحن وما هو الطريق الذي اختاره قائد مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة للنهوض بهذا الوطن وللرقي بإنسان هذه الأرض، وبرنامج الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث والتدريب، وافتتاح عدد من الجامعات في زمن قياسي وسريع، واستقطاب العلماء والمفكرين المتخصصين في المجالات العلمية الدقيقة، وتسريع عجلة الاقتصاد والتوازن السياسي الداخلي والخارجي، ورسم منهج حكيم في التعامل مع الأزمات والتقلبات، والمواجهة الحازمة للإرهاب والتطرف، والتركيز على اكتمال البنية الأساسية مهما كانت الظروف، وإعطاء قطاعي التعليم والصحة الأولوية على غيرها، و كل هذا يجعل القارئ للخريطة التنموية في مثل هذا اليوم المجيد يقف إجلالاً وتقديراً واحتفاء بمهندس وراع وداعم لهذا البناء المتكامل خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وإنني إذ أسجل هذا الاعتراف بالجميل لصاحب الفضل بعد الله أجدد العهد والولاء في يوم البيعة الجمعة 26- 6-1430هـ الذي أسأل الله عز وجل أن يتكرر أعواماً عديدة وأزمنة مديدة ونحن نرفل في هذه البلاد المباركة بالأمن والأمان وخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية ودوحة آل سعود المباركة تنعم بالصحة وتسعد بالتطور والتقدم والرخاء، وإلى لقاء في يوم بيعة جديد للرجل الإنسان ملك الإنسانية الرمز عبد الله بن عبدالعزيز.