تحل علينا هذا اليوم مناسبة غالية على قلوبنا جميعاً، وهي ذكرى مرور أربعة أعوام على تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- مقاليد الحكم في هذا البلد المعطاء.
إن المتتبع لمسيرته القيادية الحكيمة وبعد نظره الثاقب وسعيه الدؤوب لرفاهية المواطن وتحقيق متطلباته يرى بأنه يسير ملتزما بالنهج الذي رسمه مؤسس هذا الكيان الكبير الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن (طيب الله ثراه) ومن بعده أبناؤه البررة في خدمة وطنه وشعبه ونصرته لقضايا أمته ووقوفه العادل في مختلف الأمور الدولية، فعلى المستوى الإقليمي والدولي حرص (حفظه الله) على رفع مكانة المملكة في الشأن الإقليمي والدولي سياسياً واقتصادياً وأعمالاً إنسانية تتمثل في نصرة ودعم القضايا الإقليمية وتوحيد الصف العربي والإسلامي والعمل جاهداً لإيجاد الحل العادل والدائم لجميع قضايا المنطقة، و القضايا الدولية التي تكون المملكة طرفاً فيها والتي تعقدها المنظمات والهيئات الدولية في مختلف المجالات من خلال أسلوب الاعتدال وفتح الحوار والعمل من أجل السلام والاستقرار العالمي وتقديم الدعم والمساندة لجميع الشعوب التي تتعرض إلى ظروف ونكبات مختلفة.
أما على المستوى الداخلي فقد شهدت المملكة منذ توليه (حفظه الله) سدة الحكم نهضة تنموية شاملة ومنجزات متميزة غير مسبوقة عمت مختلف مناحي الحياة الحضرية التعليمية والصحية والعمرانية والطرق والنقل والاتصالات إلى جانب الشؤون الاجتماعية إضافة إلى اهتمامه المستمر في اتخاذه لخطوات مهمة في المجالات الاقتصادية، تمثلت في إنشاء المدن الصناعية والمراكز المالية في عدد من مدن المملكة والتي فتحت مجال الاستثمار فيها، وجذبت رؤوس الأموال الأجنبية إليها، ساعياً إلى تحقيق الاستدامة في النمو الاقتصادي والتنمية الاجتماعية للوصول إلى حياة أفضل لجميع المواطنين جاعلاً من المملكة العربية السعودية أسرع الدول نمواً وتقدما، ليس على المستوى الإقليمي فحسب وإنما على المستوى العالمي.
ولقد تحقق في عهده -حفظه الله- إنجازات متميزة في مختلف القطاعات يصعب حصرها في هذا المقام، ولو استعرضنا بإيجاز ما تحقق لقطاع الطرق والنقل وهو أحد القطاعات التي حظيت وبصفة دائمة باهتمامه ورعايته لعلمه (حفظه الله) بدوره المؤثر والملموس في التنمية، وإلى ما يخصص له في ميزانية الدولة في كل عام مبالغ كبيرة، فإننا نجد أن أطوال شبكة الطرق المنفذة في المملكة بلغت حتى الآن ما يزيد عن (56) ألف كلم طرقاً سريعة ومزدوجة ومفردة إلى جانب (130) كلم طرقاً زراعية ممهدة، كما أنه يجري تنفيذ ما طوله (30) ألف كلم من الطرق في مختلف المناطق، أما في مجال النقل فقد بلغ ما أصدرته الوزارة من تراخيص لمزاولة أنشطته المختلفة ما يزيد عن (82) ألف ترخيص تشمل نشاط الأجرة العامة بما فيها تراخيص الأفراد، وتأجير السيارات، ومكاتب ترحيل ونقل الركاب, ومكاتب ترحيل ونقل البضائع، ونقل المعلمات، والنقل المدرسي وشركات ومؤسسات نقل البضائع والمهمات على الطرق. بالإضافة إلى حوالي (28) ألف ترخيصاً للنقل البحري تشمل تراخيص للسفن التي تحمل العلم السعودي ووسائل الصيد والنزهة ومزاولة نشاط النقل البحري.
كما أجرت الوزارة عدداً من الدراسات في مجال النقل من أهمها الإستراتيجية الوطنية للنقل في المملكة العربية السعودية ودراسات متطلبات التخطيط الشامل لقطاع النقل والنقل العام داخل وما بين مدن المملكة وأنظمته ومنشآته المتنوعة، كما أجريت دراسات متخصصة في قطاع النقل البحري تعنى بكفاءة تنفيذ وتطبيق المعاهدات الدولية وتحسين أداء وتطوير القطاع عموماً.
أما في مجال السكك الحديدية فقد تحقق، ولله الحمد ما أقره المجلس الاقتصادي الأعلى الذي يترأسه (حفظه الله) من خلال تنفيذ برنامج التوسعة للشبكة والمتمثل في سكة حديد الشمال الذي قطع مراحل كبيرة في التنفيذ بطول (2400) كلم، ومشروع قطار الحرمين الذي وقع مؤخراً عقد تنفيذه لربط مكة المكرمة وجدة بالمدينة المنورة بطول (500) كلم، وثالث هذه المشاريع هو الجسر البري الذي يربط شرق المملكة بغربها بطول (950) كلم وسوف يتم توقيع عقد تنفيذه قريباً بإذن الله، إلى جانب دراسة ربط كل من جازان وأبها بهذه الشبكة، أما بالنسبة لوضع السكك الحديدية الحالية فقد شهدت تحولاً كبيراً تمثل في تحويلها إلى هيئة السكك الحديدية، وأعد نظاما لها، كما شهدت تطوراً كبيراً من حيث استخدام تقنية حديثة للاتصال ورفع مستوى درجات المقاعد في القاطرات إلى جانب شراء عربات وقاطرات حديثة ومتطورة، وأدخلت عربات الشحن المزدوج لأول مرة في المنطقة والتي تم من خلالها زيادة وكفاءة الشحن بشكل كبير.
أما قطاع الموانئ، فنظراً لأن المملكة العربية السعودية تملك أكبر منظومة من الموانئ في المنطقة بلغ عددها تسعة موانئ تجارية وصناعية بما فيها ميناء رأس الزور الجاري تنفيذه فقد شهد هذا القطاع أيضاً توسعات كبيرة كماً وكيفاً تمثل في استخدام المعدات والأجهزة الحديثة والمتطورة إلى جانب التوسعات الكبيرة في المحطات والأرصفة في كل من ميناء جدة الإسلامي والملك عبدالعزيز بالدمام لزيادة طاقتها الاستيعابية في الاستيراد والتصدير، وقد حصلت بعض هذه الموانئ على العديد من الجوائز الدولية للجودة والكفاءة والإدارة.
وبهذه المناسبة العزيزة.. يسرني نيابة عن كافة العاملين في وزارة النقل والمؤسسة العامة للسكك الحديدية والمؤسسة العامة للموانئ أن أتقدم إلى مقام خادم الحرمين الشريفين بخالص التهنئة والتقدير لما تحقق في عهده الميمون من منجزات في مختلف القطاعات، ونسأله جلت قدرته أن يمده بعونه وتوفيقه وأن يمتعه بالصحة، وأن يوفق ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني لما فيه خير ورفاهية واستقرار هذا البلد المعطاء وشعبه الكريم.
* وزير النقل