اتفقنا مسئولين وفنيين وإعلاميين وجماهير على أن منتخبنا الوطني لم يكن في يومه أمام كوريا الشمالية بل إنه قدم واحدة من أسوأ مبارياته، وأن عدداً من نجومه الكبار خذلوه في مباراة العمر، وأن المدرب جبان ولم يقرأ المباراة كما يجب!
وما دامت هذه هي قناعتنا فلماذا إذاً الغضب والزعل من نتيجة التعادل الذي أبقى على آمال المنتخب في التأهل؟ وكيف نستنكر على مدرب استشعر الخطر وأدرك - كما تقولون - أن فريقه ليس في الموعد واستبدل محوراً بمحور؛ حتى لا يفتح دفاعاته أمام هجمة كورية مرتدة ربما تضع منتخبنا على الرصيف وتحرمه حتى من دخول الملحق؟!
وما دمنا قد اتفقنا على أن وضعية المنتخب في هذه المباراة كانت عكس التوقعات تماماً فإن التعادل لا يبرر الكتابات المنفعلة التي تبحث عمن يصفها بالجريئة لمجرد أنها تستغل مثل هذه النتيجة لتهمش كل الخطوات التطويرية التي تشهدها الكرة السعودية وتبرز ما تراه من سلبيات نعزف عليها مع كل نتيجة لا ترضينا مع تجاهل تام للعلة الحقيقية التي تكمن في مستوى الوعي وغياب الفكر الكروي لدى الغالبية من لاعبينا وهو ما كشفت عنه بوضوح مباراة كوريا الشمالية؛ فالوعي يساعد اللاعب على أن يكون بكامل جاهزيته اللياقية والفنية والمعنوية واستيعاب الحدث بكل أبعاده؛ ليكون في مستوى الثقة وأهلاً للمسئولية، والفكر الكروي يمكن اللاعب من صناعة المبادرات وابتكار الحلول وسط الميدان، وللوعي والفكر الكروي دورهما الفاعل في ضمان أن يكون النجم دائماً في كامل حضوره وفي مستوى الحدث؛ فهما ضابطا إيقاعه الفني والمعنوي؛ ولهذا فقد عانى منتخبنا من الهبوط الحاد والمفاجئ في مستوى أبرز عناصره؛ فمثلاً نجد لاعباً مثل محمد نور في مقدمة نجوم موسمنا المحلي والذي كان يبهرنا بجهده السخي وحرثه الملعب وخطورته في صناعة اللعب وفي التسجيل.. فجأةً يختفي ويتواضع مستواه في مباراة تاريخية له ولمنتخب بلاده، فقط ربما لمجرد أنه لم يكن في مزاج رايق! ونجد أيضاً مهاجماً قناصاً في مستوى مهارة وبراعة ياسر القحطاني يعجز عن استثمار موهبته وخبرته في التعامل مع كرة انفرادية سهلة التسجيل فما قيمة كل هذه الميزات الفنية إذا كنت ستغيب في اللحظة التي يحتاج إليها فيها الفريق!
والزوري وعبدالرحمن القحطاني يتمركزان جيداً ويحصلان على كم هائل من الكرات التي تتيح لهما خيارات واسعة لصنع الخطورة والإيجابية لكنهما يتعاملان مع كل الكرات ببلادة، ولا أقول بغباء؛ مما حرم المنتخب من صناعة فرص تسجيل حقيقية!
هنا يمكن إشراك بيسيرو في المسئولية؛ فقد كان عليه أن يجعل تغييراته في هؤلاء وفي وقت مبكر من الشوط الثاني، وكان بإمكانه الاستفادة من تغيير داخل الفريق بإعادة حسين عبدالغني للظهير الأيسر واستبدال الزوري، لكن المدرب يومها لم يكن بأحسن حال من نجومه، والفريق كمجموعة أدى بطريقة لا يمكن أن تحقق له الفوز، وكان هناك خلط واضح بين مفهوم تهدئة اللعب وقتل الوقت؛ ولذلك في كثير من دقائق المباراة كان يبدو لنا أن لاعبينا يبحثون عن التعادل أكثر من الكوريين! الفكر الكروي هو العلامة الفارقة في كل المباريات؛ فهو الذي يحكم تحركات اللاعب داخل الميدان ومن دونه يظل اللاعب يؤدي بلا هدف أو نتيجة مهما كان مستوى تعليمات المدرب؛ ولهذا لم نلحظ تغييراً في نوعية الأداء ولا في طريقته طيلة دقائق المباراة؛ مما يعكس مدى الحاجة أولاً إلى تطوير الفكر الكروي لدى اللاعب وتثقيفه؛ لكي يكون دائماً في مستوى الحدث!
وسع صدرك!
** يقول الخبر إن هيئة دوري المحترفين ستعقد خلال اليومين القادمين اجتماعاً طارئاً مع ممثلي ومحامي أندية الهلال والنصر والاتحاد والأهلي، وذلك لإيجاد حل مناسب مع عقود رعاة هذه الأندية بعد العقد الاستثماري الأخير الذي أبرمه الاتحاد السعودي لكرة القدم مع شركة زين لرعاية الدوري السعودي! والسؤال: لماذا لم يتم هذا الاجتماع قبل التوقيع مع زين لتفادي مثل هذه الإشكالات؟!
** مسمى الدوري يستحق أكثر!
** يقولون: النصر تعاقد مع الزيلعي بعد أن (سوَّى الهوايل) بدفاع النصر في مباراة الفريق مع أبها.. يعني نتوقع أن يبدع الزيلعي في التمارين!
** رئيس القادسية أكد في حديث صحفي ما جاء في تقرير زميلنا سامي اليوسف حول صفقة السهلاوي وأنها إعارة لمدة عام مقابل عشرة ملايين وبعدها لكل حادث حديث!
** سامي الجابر كان هو نجم المباراة في المنتديات ورسائل الجوال!
** منتديات الأندية التي لا تقدم نجوماً للمنتخب هي الأكثر ضجيجاً وانتقاداً!
** إذا كانت مكافآت الفوز تشمل الجميع بغض النظر عن مستوياتهم الفنية فإن الحرمان من المكافأة عند الخسارة يجب ألا يشمل الجميع؛ فهناك لاعبون كانوا قمة في العطاء والإخلاص!
** العقلانية مطلوبة بل مهمة؛ حتى لا نعود لنبدأ من الصفر مع منتخبنا!
خاص
الأستاذ عساف بن سيف العساف.. شكراً لوفائك ومرثيتك الرائعة في فقيد الأسرة صديق الجميع المغفور له - إن شاء الله - عبدالله بن سليمان الرشيد (أبو زامل) أحد أبرز رواد الحركة الرياضية بمنطقة القصيم.. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته، وأرجو أن تعمل إدارة نادي الحزم على تواصل مبادرات الوفاء لهذا الرجل الذي لم يبخل بماله وجهده ووقته على نادي الحزم في مراحل سابقة صعبة، وذلك بإطلاق اسمه على إحدى منشآت النادي.
