في تصريح للدكتورة ليلى الهلالي نشر في صحيفة (الجزيرة) يوم الأحد الماضي قالت إن الوحدة النسائية بأمانة منطقة الرياض بدأت العمل على تحريك 58 مليار ريال من أرصدة نسائية مجمدة وذلك من خلال تسهيل إجراءات إصدار الرخص لمزاولة المرأة لتلك الأنشطة وتمكين المرأة من إنجاز معاملاتها بنفسها بعيداً عن مخالطة ومزاحمة الرجال ودون الحاجة لوكيل يسرق الفكرة أو يسرق المال أو كلاهما معا، كما هو الحال قبل نشأة الوحدة النسائية.
ولاشك أن هذا التحفيز يصب في مصلحة الوطن حيث تتحرك هذه الأموال المجمدة لتأسيس المزيد من المنشآت الاقتصادية المولدة للفرص الوظيفية والمساهمة في زيادة المعروض من السلع والخدمات التي تتجاوز أسعارها الدول المجاورة بشكل كبير لضعف العرض خصوصاً في جانب الخدمات، كما أن هذا التحفيز سيوجه أموال النساء إلى أنشطة اقتصادية حقيقية بدل اتجاه أغلبها كما هو الوضع الحالي إلى الجمود أو المضاربة بأسواق الأوراق المالية عالية المخاطر والتي لا تقدم أي قيمة مضافة للاقتصاد الوطني ومكوناته.
لكن ما نود من هذه الوحدة النسائية التي تسهل إصدار التراخيص وتقوم بجولات تفتيشية على الأنشطة النسائية أن تنشط بشكل كبير في التأكد من سلامة الأنشطة النسائية على اعتبار أننا معاشر الرجال نقوم بإيصال نسائنا إلى المشاغل واستوديوهات التصوير النسائية والأندية النسائية الرياضية، ومراكز تدريب الحاسب الآلي، والمدارس الأهلية، ومراكز رعاية الطفولة، والأسواق النسائية المغلقة وغيرها ونحن لا نعلم ماذا ينتظرهن هناك ما يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة لنا..
نعم أشعر وغيري بارتياح كبير لانطلاق عمل الوحدة النسائية لسد الثغرة التي كانت قائمة في مراقبة الأنشطة النسائية والتأكد من سلامتها خصوصاً عندما أعلنت الدكتورة ليلى الهلالي أن جولات التفتيش التي تقوم بها مراقبات الوحدة النسائية في أمانة الرياض، تشمل جميع الأسواق والمحلات التي تعمل بها نساء لكننا نخشى عدم كفاية هذه الجولات لعلمنا بمحدودية التوظيف في الأجهزة الحكومية للاعتبارات المالية المعروفة، وهو ما يدعوني لاقتراح إمكانية الاستعانة بشركات خاصة وفق معايير صارمة تكلف بالقيام بجولات التفتيش مقابل نسبة من غرامات المخالفات المضبوطة على أن يشترط عليها توظيف مفتشات سعوديات وفق شروط معينة، وبذلك نكون قد أوجدنا فرصاً وظيفية من ناحية وضمنا مراقبة دائمة على الأنشطة النسائية من ناحية أخرى لضبطها لنميز الخبيث من الطيب ونعزز فرصة الطيب بالنجاح بدل أن ينجرف وراء الخبيث الذي يحقق أرباحاً طائلة بطرق ملتوية لا يستطيع الطيب تحقيقها مهما بذل من جهود.
* * *
alakil@hotmail.com