نقرأ ما بين وقت وآخر.. أخباراً عن الحاصلين على شهادات (مزوّرة) وبالذات ما تنشره هيئة التخصصات الطبية عن أرقام مخيفة عن ممارسين ومتقدمين للممارسة الطبية.. من أطباء وصيادلة ومساعدين فنيين أو فنيين هم يحملون شهادات مزوَّرة.
* أرقام مخيفة ومزعجة.. وأشخاص بلا خلق ولا مبدأ ولا ضمير.. يريدون دخول المجال الطبي بشهادات غير صحيحة.. ومع ذلك.. نجح بعضهم وولج هذا المجال وعمل ومارس وهو لا يعرف أي شيء عنه ولم يُكشف إلا لاحقاً.. وبعضهم ربما لم يُكشف بعد.
* على أننا دوماًً.. نقرأ عن اكتشاف بعض الأساتذة الجامعيين من المتعاقدين يحمل شهادات علمية مزوّرة.. (دكتوراه مزوّرة) ويكتشف بعد سنوات من العمل والعطاء.. وبعد أن تخرَّج على يديه طلاب وطالبات وهو (مزوّر) يستحق العقوبة.
* مشكلتنا مع هؤلاء المزوّرين أن بعضهم ينفذ بجلده ويمشي دون عقوبة.. بعد أن شفط مئات الآلاف من الريالات فوق ما ألحق من ضرر بأشخاص سواء على مستوى صحتهم أو سلامتهم أو ثقافتهم أو أفكارهم.
* بمعنى.. أن هؤلاء المزوّرين ألحقوا أضراراً بالبشر واستهتروا باللوائح والأنظمة وتحايلوا وسرقوا مبالغ (رواتب) ليست لهم فيها حق وعبثوا ثم (مشوا) دون حسيب.
* ولو أن هناك عقوبة صارمة.. لما وصلت أرقام المزوّرين وبالذات في المجال الطبي إلى تلك الأرقام المخيفة.. التي أشارت إليها هيئة التخصصات الطبية.
* لو أن هناك لوائح وأنظمة تفرض عقوبات صارمة على هؤلاء المزوّرين لما تجرأ مثل هذا الرقم المخيف على التزوير في المجال الطبي.
* قد يُقال.. إن هؤلاء يحالون إلى جهات قضائية لتعاقبهم.. ونحن نقول.. إذاً.. لمَ لم يرتدعوا؟ لماذا لم يكفوا؟ لماذا.. هم في تزايد؟
* وهكذا على الصعيد الأكاديمي.. قرأنا العديد من الأخبار عن ضبط (أساتذة) بشهادات مزوّرة..ومع ذلك.. هناك استمرار في ضبط هؤلاء.. بمعنى.. أنه ما زال هناك من يدخل بشهادة مزوّرة ويعمل في هذا المجال الخطير.. المجال الأكاديمي.
* نحن نسعى لمكافحة الغش والتزوير في الملابس والأواني والأثاث والمعدات والأجهزة.. وننسى ونتجاهل التزوير في أمور خطيرة للغاية.
* في كل يوم نستقبل خبراً.. فلان حصل على الدكتوراه.. ولا أقصد هنا.. من يحصل عليها من جامعة معروفة.. كما لا أقصد محاضراً يحمل الماجستير حصل على الدكتوراه.. بل أقصد (بعضهم) ممن حصل على الدكتوراه هكذا فجأة وبشكل غير معروف.. وصار من حملة الدكتوراه دون أن يحاسبه أحد ودون أن يكون هناك جهات تحاسب وتتعقب من يقول (أنا دكتور) وهو بشهادة مزوّرة.
* مجلس الشورى ناقش هذه الشهادات المزوّرة أكثر من مرة ومع ذلك كله.. كلام ولم يتخذ أي إجراء.. وبالتالي.. ليسوا جادين في سن قوانين صارمة أو اقتراح أنظمة وعقوبات تنهي هذه الظاهرة الخطيرة.. التي تميزنا بها واشتهرنا بها أكثر من غيرنا.. وإن كان التزوير موجوداً في كل مكان ولكن.. أن يكون هناك (930) طبيباً مزوّراً في فترة وجيزة.. فهذا أمر مخيف.
* نحن لا نتفق مع من يُلقي التهم دون حق ودون معلومة صحيحة.. وإذا كان هناك شخص أو أشخاص يحملون شهادات مزوّرة.. فليس كل دكتور كذلك.. ولا يقودنا ذلك إلى التشكيك في الجميع.. ولا نعمّم التهم ولا الإساءة لهؤلاء الرجال الذين أفنوا حياتهم في الدراسة والبحث والعطاء العلمي ولكن.. من يحاسب هؤلاء المتلاعبين؟ ومن يسعى لوضع حد صارم يوقف هذه الظاهرة الخطيرة؟
نحن لا نعمّم الظاهرة ولا نقول تحسسوا من كل شهادة دكتوراه فهذا غير مقبول ولكن ذلك الشخص الذي هبطت عليه الدكتوراه.. يجب أن يكون هناك هيئة معينة لمتابعة هؤلاء الغشاشين حتى نقضي على ظاهرة (دكتور مزوّر؟!) ودكتوراه (مزيَّفة)؟!!