Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/06/2009 G Issue 13418
الاربعاء 01 رجب 1430   العدد  13418
أنت
هيئة الأمر بالمعروف وإرادة التغيير
م. عبد المحسن بن عبد الله الماضي

 

ندرك أن قيادة بلادنا تتحلى بالحكمة والصبر في معالجة الأمور.. فهي قيادة لا تعمل وفق ردود فعل سريعة في أي قضية - صغيرة كانت أو كبيرة - بقدر ما تعمل وفق رؤية استراتيجية تستند إلى تجارب عملية عميقة تمكنها من التصدي للمتغيرات بناءً على قاعدة (لا تكن ليناً فتعصر ولا صلباً فتكسر).. ولاشك أن العقد الأول من القرن الحادي والعشرين شهد ولا يزال تغيرات عالمية كبيرة متسارعة زادت من الضغوط على بلادنا حماها الله.

وجميعنا يعلم أن المسلمين والدول الإسلامية يواجهون فترة صعبة.. حيث وُضِع الإسلام والمسلمون إضافة للمؤسسات ذات الطابع الإسلامي في قفص الاتهام بعد تورط أعداد كبيرة من أبنائه في عمليات ونشاطات إرهابية.. وهو ما جعل الإعلام الغربي يسلط الضوء على الدول الإسلامية ومؤسساتها التعليمية والثقافية والدينية ومفكريها.. بل وحتى أفراد المجتمعات الإسلامية بشكل عام.. ولكون بلادنا تحتضن الحرمين الشريفين.. وبسبب مشاركة عدد من السعوديين في أعمال إرهابية داخلية وخارجية فقد نالها قسط كبير من التهجم.. ولا شك أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانت إحدى المؤسسات التي وُجِّه إليها الاتهام وتعرضت إلى التطاول ونالت منه الشيء الكثير.

فبطبيعة الحال ليس كل ما يقال وإن صدر من عدو أو غير محب عارٍ عن الصحة.. فهناك الحقائق وهناك الافتراءات.. والعاقل من يستفيد مما يقال في معالجة الأخطاء الحقيقية التي تظهر له وإن كشفها له عدو.. ويرد على الافتراءات بالأقوال المقرونة بالأفعال التي تثبت سلامة ما يقوم به وإن قال الآخرون ما قالوا.. وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي تسترشد بحكمة وأناة القيادة في التعامل مع كل ما يقال وينشر اتخذت قرارات وطورت إجراءات تثبت أنها كيان حي قادر على التعامل مع المتغيرات بكفاءة واقتدار.

ويتضح ذلك من خلال ما صرح به الرئيس العام للهيئة الشيخ عبدالعزيز الحمين الذي بعد أن أكد على مكانة المملكة على الصعيد الإقليمي والدولي أرجع الهدف من تدشين مشروع الخطة الاستراتيجية للهيئة (حسبة) إلى التطورات والتغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم وأهمية مواكبة جهاز الهيئة لها.. حيث أكد أن من صور هذه المواكبة العمل على التوسع والتخصص.. وإيجاد بيئة ملائمة قادرة على التعامل مع المستجدات بفاعلية وكفاءة.

هذا التطور المحمود والرصين من جانب الهيئة قابلته القيادة بالترحيب، حيث قام صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء يوم الثلاثاء الماضي بتدشين مشروع الخطة الاستراتيجية للرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (حسبة).. تأكيداً من سموه على أن الحكومة تدعم كل أشكال التغيير المنضبط نحو الأفضل بما يعزز مكانة البلاد ويساهم في تحقيق الأمن والطمأنينة للمواطن والمقيم على هذه الأرض الكريمة.

ودون شك فإن توجه الهيئة إلى جامعة الملك فهد للبترول والمعادن لإعداد هذه الاستراتيجية يثبت أن إرادة التغيير نحو الأفضل موجودة.. وأن التخطيط القائم على الفكر والعقل المستند إلى الدراسات سيطغى على التغيير القائم على العاطفة والمواقف المسبقة.. وكلنا أمل ورجاء أن ينهض هذا المشروع بهيئة الأمر والمعروف والنهي عن المنكر بالشكل الذي يمكنها من الاستجابة لحركة النمو المتسارعة التي تشهدها بلادنا.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد