ما أشبه مباراة المنتخب الوطني وكوريا الشمالية مع مباراة الهلال وأم صلال.. المنتخب والهلال دخلا بنفس الظروف والمعطيات والأجواء والطموحات.. وكما كان الهلال مرشحاً وبقوة كان المنتخب المرشح الأقوى من منافسه.. ولكنه تعثر على طريقة تعثر الهلال بأم صلال تماماً.. فشل ذريع للمنتخب والهلال أمام فرق تلعب بطريقة دفاعية وتتكتل داخل منطقتها بحثاً عن التعادل.. ولفشل الفرقتين أسبابه.. ومنها:
الثقة الزائدة والشعور بسهولة المهمة والوقوع في فخ الترشيحات.. وأتبعها خلال دقائق المباراة عدم قدرة الفريق على استعادة توازنه النفسي بعد أن اكتشف أن المهمة لن تكون سهلة وأن الفريق المقابل عازم على الصمود وإغلاق مرماه بأي وسيلة وحيلة.. ليقع تحت ضغط نفسي وتوتر رهيب طوال دقائق المباراة.
افتقاد اللاعب السعودي إلى أحد أهم مفاتيح كسر التكتلات الدفاعية.. وهو (التسديد البعيد المدى) وضرب المرمى من بُعد على طريقة المدفعية طويلة المدى..
افتقاد مدربي الفريقين البرتغالي بيسيرو والوطني الحسيني للجراءة والمغامرة.. حتى إنهما اتفقا على سحب ياسر من الملعب.. وكان الأجدى بالنسبة للمنتخب بقاء ياسر وإضافة الشمراني بدلاً من نور أو القحطاني وإدخال تيسير الجاسم بدلاً من أحد المحورين.
الخوف على (الملحق) جعل بيسيرو يتحفظ ولا ينطلق في الهجوم.. وأرجح لو حدث وفازت إيران على كوريا الجنوبية وطار معها الملحق أرجح أن منتخبنا سيفوز لأنها ستكون الفرصة الوحيدة ولا مجال للتحفظ ولكن بيسيرو بالغ في الاهتمام (بالملحق) وفرط (بالقصر).
المنتخب لا يقف على لاعب
دار جدل كبير في المنتديات ورسائل الجوال عقب تعثر المنتخب في حسم التأهل للمونديال.. وكان محور الحديث كابتن المنتخب السابق سامي الجابر.. فالكثيرون أرجعوا أحد أسباب تعثر المنتخب إلى افتقاده إلى قائد محنك وخبير مثل سامي الجابر الذي يُعتبر بجانب الدعيع اللاعب الوحيد الذي ساهم وشارك في جميع إنجازات المنتخب الأربعة في التأهل للمونديال.. وكان له في كل إنجاز بصمة واضحة.. وخصوصاً في التأهل الأخير حينما تم استدعاؤه خصيصاً وعاد من الاعتزال الدولي لقيادة المنتخب وسجل أول هدف ضد أوزبكستان وفي مباراة التأهل مع أوزبكستان سجل هدفين أسهما في إعلان التأهل الرسمي للمنتخب إلى ألمانيا..
ولكن مع كل تلك الأسباب فالمنتخب السعودي لا تتوقف مسيرته على لاعب مهما كانت إمكاناته وبصماته وإسهاماته.. ولا نريد بخس أي لاعب حقه ولكن الأجيال تتعاقب والأساطير تأتي وترحل ويبقى المنتخب منافساً صلباً في المحافل الدولية.. وبإذن الله سيفرحنا المنتخب بالتأهل مجدداً وإن كانت البحرين ستكون عقبة صعبة جداً في الطريق.
ياسر درع المنتخب
قدر ياسر أن يكون النجم السعودي الأبرز وأن يكون قبل هذا لاعباً هلالياً.. وبهذا جمع الصفتين فصار هدفاً إستراتيجياً لهؤلاء المعتوهين.. هذه الحملات الغبية جعلته يتنازل عن شارة الكابتنية بحثاً عن استقرار المنتخب واتقاء لأقلامهم السامة.. ويُحمّل الآن مسئولية تعادل المنتخب.. والغريب أن هذه الإسقاطات تأتي ممن نهشوه ومزقوه بأقلامهم طوال الموسم.. يقتلون القتيل ويمشون بجنازته.. يتعاهدون على تحطيمه معنوياً ونفسياً.. وإذا أخفق المنتخب ظهرت الوطنية وجعلوا يصبون عليه اللوم والمسئولية.. صحيح أن ياسر لم يكن في أفضل مستوياته ولكن لم يكن بالسوء الذي زعموه.. بل كان أفضل حالاً من بعض زملائه.. فمع قلة الإمدادات حاول التحرر من الرقابة وصنع كثيراً من الكرات..
على كل حال ياسر يقدم خدمة كبيرة للاعبي المنتخب.. فهو يستقبل السهام والطعنات ويمتصها بدلاً من زملائه وهذا مكسب وتضحية يُشكر عليها.. وهو بهذا يتسنم رسمياً مكان سامي بالمنتخب عندما كان الهدف الأول لأقلامهم المسعورة.. ويُمثّل دور الدرع والترس لبقية زملائه حتى اعتزاله..
فعلى ياسر أن يسلم أمره لله ويقتنع أن هذا قدره كلاعب هلالي ونجم للمنتخب وعليه أن يتأقلم مع هذا الوضع ويكون رده حاضراً في الملعب والشباك..
يونس.. كيفك غاتي !!..
يونس محمود يحمل الكثير من الضغينة والحسد للمنتخب السعودي ونجومه الذين وصلوا للمونديال ولعبوا مع الكبار وسجلوا الأهداف العالمية.. في حين ما زال يحلم في اللعب هناك.. وسيظل يحلم بعد أن خرج منتخب بلده من التصفيات التمهيدية.. وبعد أن حلّ وصيفاً لياسر أفضل لاعب في قارة آسيا.. يسألونه عن سبب التعادل مع نيوزلندا فيقول: غيرنا شارك بالمونديال وأكل ثمانية !.. ولا تسألون ما دخل هذه بتلك فالحسد يسوي أكثر..
ولكن لماذا نعاتبه ونقسو عليه.. إذا كانت لا تزال بعض الأقلام والصحفيين من الوطنيين !.. يتطرقون لهزيمة الثمانية بين آونة وأخرى تشفياً وتهكماً معتقدين أنهم بذلك يسيئون لكابتن المنتخب سامي الجابر وكأنهم لا يعلمون أنها لعبة جماعية وليست تنس طاولة.. متناسين أن نجومهم المفضلين كانوا في الملعب وقتها ولم يحركوا ساكناً!!.. الهلاليون من جماهير وحتى إعلاميين أكدوا أنهم أكثر عقلانية ورزانة وإنصافاً.. فلم نسمع أو نقرأ لأحدهم يرد ويقول إذن ماجد سنتر 7 مرات أمام المنتخب الأولمبي لألمانيا أو ماجد سنتر 6 مرات أمام نيوزلندا.. لأنهم يعلمون أن الكابتن ماجد مجتهد وهو عود من حزمه.
بتال عندما سأل سامي عن مشاعره وهو يسنتر 8 مرات رد عليه رداً مسكتاً.. قال: قل لهم يلعبون في المونديال ويسنترون على كيفهم.. وهذا جواب يناسب يونس محمود.
جمهور الهلال والتعاقدات
ثلة من جماهير الهلال مستعجلة وتوجه الانتقادات نحو الإدارة وتربكها بحجة عدم إبرام صفقات وأن الأندية الثانية شغالة صفقات وتعاقدات..
وبرأيي أن المسالة ليست أن أعقد صفقة والسلام.. أو تجميع أكبر عدد من اللاعبين.. فلكي تعقد صفقة لا بد أن يتوفر عدد من الشروط إذا سقط أحدها تحولت إلى صفعة.. أن يكون اللاعب الجيد متوفراً.. أن يكون الفريق بحاجته.. أن يكون سعره مناسباً ومعقولاً لأن المبالغة في سعره تجعله صفقة خاسرة مهما كان مستواه.
فالعبرة بالكيف وليس الكم.. وتقمصت أنا دور مشجع هلالي.. فلم أجد من الصفقات التي أُبرمت مؤخراً صفقة أقول ليت الهلال أتى به أو خسره الهلال.. إما بسبب تواضع مستويات اللاعبين أو تقدمهم بالسن أو أن أسعارهم مبالغ فيها أو أن الهلال ليس بحاجتهم..
ومن الخطأ مقارنة الهلال بأندية أخرى لأن بعضها (على الناشف) وجافة تماماً من النجوم وتبحث عن تكوين فريق بشكل عاجل بأي شكل من الأشكال ولو جمعت الغث مع السمين.. والهلال هو أول نادٍ عقد صفقات خاصة لهذا الموسم باللاعب عيسى المحياني والمحترف البرازيلي نيفيز.. وإدارة الهلال تستطيع أن تبرم عشر صفقات خلال أسبوع!!.. لكن ما الفائدة لو طلعوا مقالب أو أن الفريق ليس بحاجتهم.. وإهدار الملايين فيما لا جدوى منه.
ضربات حرة
* لست ضد تدريب بيسيرو للمنتخب.. ولكن أتذكَّر له مع الهلال حركة غريبة.. ففي مباراة مع الوحدة طُرد لاعب هلالي فسحب بيسيرو المهاجم الوحيد.. وأكمل المباراة دون مهاجمين فخسر المباراة.. ولعب مع القادسية وطُرد لاعب قدساوي !.. فكرر نفس التغيير.. سحب مهاجماً وصار يلعب دون هجوم فكاد أن يخسر.
* على إدارة الهلال تخفيف العبء على المدرب الجديد بتقليص أعداد اللاعبين المرشحين للمعسكر بتنسيق بعض الأسماء التي ضربت الثلاثينيات.. وتسريح المعارين أو بيع عقودهم عدا شراحيلي والبرقان والموري إذا لم تعاوده الإصابة.
* على إدارة الهلال عدم التعامل بالمثل من خلال المعاملة بأسلوب التعجيز في مسألة تنقلات اللاعبين.. بل التعامل بتبادل المصالح وخذ وهات.. مثلاً لو تعير البرقان مقابل 3 ملايين أو تبيع عقده بعشرة ملايين.. تكون الفائدة للنادي واللاعب وللنادي الآخر.
* المنتخب المصري بعد مستوى خيالي مع البرازيل ونتيجة تاريخية مع إيطاليا.. لم يتحمَّل الضغوط والمطالبات.. فكان السقوط المدوي أمام الولايات المتحدة بنتيجة أعادت ذكرى خماسية المنتخب السعودي في كأس القارات سابقاً.. وبالمناسبة توقعت إخفاق المنتخب المصري ولكن بالتعادل.
* ما يعيب المنتخب المصري أنه إذا فاز قالوا (الفراعنة) وإذا خسر صار المنتخب العربي.
* إضافة إلى افتقاد المنتخب للمعلم عطيف بسبب الإصابة.. وكذا الرائع أحمد عطيف افتقد المنتخب صانع الألعاب المتميز أحمد الفريدي بسبب لعبة خشنة في مباراة محلية..
* كنت أتمنى لو استعان المدرب بحسن معاذ كظهير أيمن خصوصاً أنه يملك قدماً قوية.
* إذا وقَّع عبد الغني للنصر بـ 15 مليوناً لموسمين.. نقول: مبروك لعبد الغني وحظاً أوفر للنصر..