المتابع للساحة التشكيلية يلحظ حضورا كبيرا من قبل التشكيليين الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين الثامنة عشرة إلى الثلاثين، هذا الجيل ومن يليه قليلا أصبحوا يشكلون عبئا كبيرا على التشكيليين الكبار (سنا) وخبرات ومكاسب إعلامية وتسويقية، فالجيل الجديد لا تقيده حدود ولا ينظر إلى من حوله فقط بقدر ما يبحث عن سبل التطوير والتحديث ويفاجئ الجمهور في كل معرض بإبداع متجدد نتيجة تفاعلهم مع ما يحدث في عالم الفنون من تسارع في تقديم ما هو معاصر وأحيانا غريب.
والجميل في هذا الجديد أو المختلف عن الجيل السابق خصوصا ممن لم تتح لهم فرصة الابتعاث ومعرفة الأجواء الأخرى في طقس هذا الإبداع لا يترددون في السفر والتنقل والتعرف على كل حدث يزيدهم علما ومعرفة بما يدور في مجالهم عالميا، وقد شاهدت الكثير من هذا الجيل خارج الوطن في مناسبات فنية تجمع مبدعين عالميين قد لا تسمح الظروف بإقامة معارضهم في المملكة، ومع ذلك يشد هؤلاء الشباب الرحال إليها على حسابهم الخاص يعودوا بعدها إلى مراسمهم بروح أكثر تفاعلا ووعي جديد لكيفية التعامل مع هذا المنجز الذي لم يعد في حدود ما تنتجه الفرشاة والبالته على اللوحة المسندية أو الأزميل على الحجر حسب المتبع او المعتاد، بل تعداه إلى عالم واسع من الابتكار عبر العديد من الوسائط (التشكيلية) بكيفية التعبير عن الفكرة. هذا التحرك الديناميكي من التشكيليين الشباب أشعر التشكيليين الآخرين أصحاب الأساليب التقليدية المعروفة سلفا أو من تأثر بهم أنهم شبه متوقفين، عودا إلى ما أصبح عليه بعض أولئك من تراجع وبقاء على إيقاعهم الرتيب البطيء نتيجة افتقادهم القدرة على مجارات الأجيال اللاحقة، إضافة إلى قناعتهم بتلك السبل التي يجدون لها جمهورا ومقتنين.الأجيال الجديدة اليوم وغدا ستغير وجه الساحة التشكيلية وسيقدم هؤلاء الشباب إبداعات أكثر ملامسة لكل جديد في هذا العالم الذي نحن جزء منه ولدينا الاستعداد للتعامل معه بمزج ما وصل إليه من تطور بقيمنا وتقاليدنا ولنا في هذا المضمار الكثير من التجارب والمساهمات من تشكيليين شبابا ومن رواد يحملون وعي مدعم بالثقافة وبكيفية توظيف القدرات الذاتية والجماعية لتقديم فن له خصوصيته وله القبول والتقدير على المستوى العالمي.
الأهم في هذا كله هو مستوى إدراك أي من هؤلاء بما ينتجه ومستوى ما يختزله من فهم بالهدف والنهاية قبل الشروع في تنفيذ العمل جامعين بذلك أضلاع المثلث (المضمون - الإتقان - الجمال).. الأسبوع القادم، الموقف الذي أحدث لصديقي صدمة (موقف لفنان تشكيلي له تاريخه لم يمنحه الفن الحكمة والذائقة العالية في التعامل مع الآخرين).
MONIF@HOT MAIL.COM