مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل تحتاج إلى مناخ مناسب لإنجاحها، وإلاّ فإنها ستكون مضيعة للوقت وبلا طائل، ولا سيما أنّ الحكومة الإسرائيلية بقيادة المتطرِّف بنيامين نتنياهو ووزير خارجيته المتطرّف أفيغدور ليبرمان، تصرُّ على منع إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة.
فالمفاوضات لا يمكن أن تستأنف طالما أنّ إسرائيل تواصل بناء المستوطنات، وتمتنع عن الإفراج عن المعتقلين، بل إنها تعتقل كل يوم عدداً من الفلسطينيين بحجّة أنهم مطلوبون. كما لا يمكن استئناف المفاوضات وإسرائيل تصرُّ على حصار غزة وتجويع أهلها أمام مرأى ومسمع من العالم كله.
الدول العربية أبدت استعداداً كاملاً للتجاوب مع النهج الأمريكي الجديد لتحريك عملية السلام، ورحّبت في اجتماعها الوزاري الأربعاء الماضي بإعلان الرئيس الأمريكي باراك أوباما التزامه بحلِّ الدولتين، ولكن يبقى أن تمارس أمريكا مزيداً من الضغط على إسرائيل للتجاوب مع هذا النهج الأمريكي الجديد، وعدم إعطائها الفرصة لتضييع الوقت، أو الإغراق في التفاصيل، وهي عادة إسرائيلية، الهدف منها إطالة المفاوضات إلى الأبد والوصول إلى لا شيء.
العرب من جهتهم يجب أن يكون لهم موقف واضح لا لَبْس فيه، فيما لو لم تتجاوب إسرائيل مع الخطة الأمريكية المرتقبة والمبادرة العربية للسلام، إذ لا يمكن أن يظلّ العرب هم من يجري خلف السلام، في حين أنّ إسرائيل تماطل وكأن لا لمصلحة لها من وراء السلام .. فالسلام والاستقرار مصلحة للجميع، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية والدول الأوروبية وبقية دول العالم.