القاهرة - مكتب الجزيرة - خالد أمين
قضت محكمة جنايات القاهرة أمس بالإعدام شنقاً على كل من رجل الأعمال المصري والسياسي البارز هشام طلعت مصطفى والضابط المصري السابق محسن السكري، لارتكابهما جريمة قتل المطربة اللبنانية سوزان تميم، وسبق للمحكمة جلستها الأخيرة في 21 مايو الماضي برئاسة المستشار محمدى قنصوة قد أحالت أوراق المتهمين لفضيلة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية، للتصديق على الحكم بإعدامهما لإدانتهما بقتل المجني عليها في شهر يوليو من العام الماضي بدولة الإمارات العربية.
كما قضت المحكمة بإجماع الآراء أيضاً بمعاقبة محسن السكري بالسجن المشدد عشر سنوات ومصادرة مبلغ المليوني دولار التي دفعها له هشام طلعت مصطفى لتنفيذ الجريمة والذخائر المضبوطة .. وألزمت المحكمة السكري وهشام طلعت مصطفى بأن يدفعا متضامنين لكلٍ من عبد الستار تميم والد الفنانة وشقيقها خليل عبد الستار تميم وثريا إبراهيم مبلغ خمسة آلاف جنيه على سبيل التعويض المدني المؤقت، وأكدت المحكمة إثبات ترك أحد المدعين بالحق المدني لدعواها المدنية، وقضت أيضاً بعدم قبول الدعوى المدنية من المحامين نبيه الوحش وهالة عبد المحسن وسمير الششتاوي، فيما قررت إحالة الدعوى المدنية المقامة من عادل معتوق ورياض العزاوي للمحكمة المدنية المختصة.
وقد صرحت مصادر في هيئة الدفاع عن المتهمين بأن الحكم ليس نهائياً، حيث لا يزال هناك فرصة أمام هشام طلعت والسكري للطعن على الحكم أمام محكمة النقض، وفي حالة قبول الطعن تعاد المحاكمة من جديد، أما في حالة رفض الطعن فيكون الحكم نهائياً. يذكر أنّ المحاكمة دارت في 27 جلسة على مدار 5 أشهر منذ 18 أكتوبر من العام الماضي انتهت خلالها من فض إحراز القضية، وسماع أقوال 31 شاهداً، بينهم ضابط بشرطة دبي وطبيبة شرعية وخبير معمل جنائي في دبي و10 شهود مصريين منهم ضباط الشرطة الذين أجروا التحريات وألقوا القبض على السكري والمليوني دولار بحوزته منها مليون ونصف المليون داخل فرن البوتاجاز، والأطباء الشرعيون وخبراء المعمل الجنائي. كما استمعت خلالها إلى مرافعة الدفاع عن المتهمين. وتضمّن قرار الاتهام أن المتهم الأول محسن السكري ارتكب جناية خارج مصر، إذ قتل المجني عليها سوزان عبد الستار تميم عمداً مع سبق الإصرار، بأن عقد العزم وبيّت النية على قتلها، فقام بمراقبتها ورصد تحركاتها بالعاصمة البريطانية لندن، ثم تبعها إلى دبي بدولة الإمارات العربية حيث استقرت هناك، وأقام بأحد الفنادق بالقرب من مسكنها، واشترى السكري سلاحاً أبيض (سكين) أعدّه لهذا الغرض وتوجّه إلى مسكنها وطرق بابها، زاعماً أنه مندوب عن الشركة مالكة العقار الذي تقيم فيه لتسليمها هدية وخطاب شكر من الشركة، وما إن فتحت الباب حتى انهال عليها ضرباً بالسكين محدثاً إصابات لشل مقاومتها وقام بذبحها فقطع الأوعية الدموية الرئيسية والقصبة الهوائية والمريء مما أودى بحياتها.
فيما اتهمت النيابة المتهم الثاني هشام طلعت مصطفى بالاشتراك بطريق التحريض والاتفاق والمساعدة مع المتهم الأول في قتل المجني عليها سوزان عبد الستار تميم انتقاماً منها، لأنها هجرته وارتبطت بالملاكم العراقي رياض الغزاوي في لندن، وأن المتهم الثاني اتفق مع الأول على قتل المجني عليها واستأجره لذلك، وساعده بإمداده بالبيانات الخاصة بها والمبالغ النقدية اللازمة للتخطيط لتنفيذ الجريمة.