لا تستغربوا هذا العنوان، فهو حقيقة لكن لا يصرح بها بهذا الشكل، بل تستتر خلف شروط تتكئ عليها بعض الفتيات المقبلات على الزواج، فقد أصبحنا أمام شروط غريبة تبرز من ورائها الأنانية، فكيف لا يسأل عن الشاب من حيث أخلاقه ونفسيته، وأدائه الصلوات الخمس في أوقاتها، وغيرها من الدعائم المهمة، بينما يسأل كم له من الأخوات، وهل هو العائل الوحيد لأهله، وهل سيعيش مع والديه.. وطبعاً سيقابل بالرفض إن كان يحمل أياً من هذه (المخالفات) عفواً الصفات!!
ومع الأسف أن هذه الأنانية تدعم من قبل الآباء الذين يتحرون بأنفسهم عن تلك الشروط، ويتم بموجبها رفض الشاب ذي التقوى والصلاح لأنه يحمل في قلبه مثقالاً من البر والعطف والرحمة لوالديه وأهله!
أما زوجات الأبناء اللاتي فاتهن تقديم هذا الشرط قبل الزواج.. فمنهن من تخلق جواً من النكد عند سماع أي بادرة من الزوج لأهله، فهذا اعتداء آثم (في نظرها) على مملكتها الخاصة؟ قصص شتى لكنها مطمورة في صدور الأمهات، تحكي التصرفات السيئة، والحيل التي تمارسها بعض زوجات الأبناء من أجل تحقيق المسكن الخاص الخالي من الوالدين.
صحيح أن الزوج المثالي هو حلم كل فتاة مقبلة على الزواج.. لكن لا تبنى المثالية على حساب الوالدين، وعلى قطع كل ما من شأنه الربط بالأهل، ومن الجهل أن ترجح العنوسة والطلاق على البر والصلة، فنحن نعيش في مجتمع إسلامي أعلى من شأن الوالدين، وحث على التعاون والتكافل ليترابط المجتمع، فكيف بالأهل والأقربين، ولقد استطاع كثير من الشباب أن يتعرفوا على مستوى تفكير الفتاة، ورجاحة عقلها، من خلال تلك المقاييس التي تفصلها، فكان الرفض يأتي من قبلهم أحياناً.
* بريدة