ما وصلت إليه المملكة من مكانة دينية واقتصادية وثقافية وما حققته من مكتسبات جعلتها في مقدمة الدول ومحل تقدير واحترام من جميع دول العالم، إلا أن ذلك جلب إليها نوعين من المستهدفين السالبين الذين يلهثون وراء الثراء غير المشروع، والذين يودون بث سمومهم عبر هؤلاء اللاهثين، الأول منهم تمثل في مافيا المخدرات النشطة في مجال ترويج وتهريب المخدرات والاتجار فيها على المستوى العالمي وهم هؤلاء جمع أكبر قدرٍ من المال بأي وسيلة كانت وتكوين ثروة في أقل وقت، وينطلق هؤلاء من اعتقادهم بأن ما وصل إليه اقتصاد المملكة من قوة، يشكل هدفاً يسيل له لعابهم ويحاولون الوصول إليه، متناسين في ذلك كل القيم والشرائع والقوانين التي تحرم ذلك، ومستخفين بكل ما ينتج عنها من أضرار.
أما المستهدف الثاني فهم من أعمى غيرتهم وسيطر على فكرهم زعزعة وضع المملكة وما حققته من تقدم ونماء واستقرار حتى صارت قبساً من نور يشع منها الضياء ليفضح ويهدد معتقداتهم وأفكارهم، خصوصاً بعد ما شهدوا من توسع ومد إسلامي على حساب هذه المعتقدات والأفكار، ولما عجزت حججهم وباءت بالفشل أمام الطرح الإسلامي، ولما علموا أن المملكة تقف على أرضية صلبة تتسلح فيها بعقيدة راسخة واقتصاد قوي وسياسة متزنة وتبذل وتسخر كل الجهود للنهوض بالبلد وبإنسانه، صعب على المستهدفين أن تؤتي المملكة من هذه الجوانب والمرتكزات، فلجأوا إلى دعم مافيا وتجار المخدرات قاصدين بذلك التقليل من مكتسبات المملكة والنيل من ثوابتها وتدمير عقول أبنائها، مركزين على الفئة الشبابية من الجنسين والوصول إليهم بأي طريقة كانت.
استغل هؤلاء المروجون والتجار الأكاذيب والحيل التي تمكنهم من جذب هذه الفئات بعيداً عن كل أشكال الرقابة الأسرية والمدرسية والمجتمعية، وظروف الضحايا من الطلاب الذين يسقطون في حبائلهم، خصوصاً في مواسم الاختبارات الفصلية والامتحانات، فهي الفترة التي ينشط فيها مروجو الحبوب الذين يزعمون جزافاً بأنها تجلب الحيوية والنشاط والمتعة والطاقة والقدرة على الاستيعاب والاستذكار وخلافها من الإشاعات، ولعلمهم بأن الطلاب أحوج ما يكونون لعامل الوقت قبل وأثناء الامتحانات التي تمثل إليهم حصيلة دراستهم ويبدون حرصاً شديداً على اجتيازها بنجاح، ففترة الامتحانات الزمنية فترة ذهبية يحاول كل من المروجين والطلاب استغلالها كل لصالحه.
أما حكومتنا الرشيدة ممثلة في أجهزة مكافحة المخدرات، فإنها لم تدخر وسعاً في محاربة ظاهرة المخدرات، بل بذلت وتبذل جهوداً مقدرة تفوق هجمات الغزو المتكررة وذلك على كل أرجاء الوطن داخلياً وفي كل الثغور والمنافذ، فهي تعمل بالتضامن مع كل جهات الاختصاص الداخلية والسلطات الأمنية في الدول الشقيقة والصديقة العاملة في هذا المجال، فالمديرية ترصد وتتابع وتدهم وتلقي القبض على أفراد ومنظمات العصابات التي تروج لهذه الحبوب خصوصاً كل أنواع المخدرات عامة، هذا من ناحية ومن الأخرى تعمل على محاربة المروجين والمتعاطين داخلياً بالطرق التي تكفل إصلاحهم وعلاجهم وعقابهم ومحاكمتهم وغير ذلك من الأساليب.
نائب مدير عام مكافحة المخدرات