تقوم المملكة بتحركات إقليمية من أجل ترتيب البيت العربي من الداخل لمواجهة أي تعطيل ممكن أن يقف أمام نيل العرب والفلسطينيين حقوقهم المشروعة والمغتصبة من قبل الكيان الإسرائيلي. فالعرب بحاجة إلى أن يكونوا صفا واحدا حتى تكون كلمتهم مسموعة دوليا، وحتى يستطيعوا أن يمارسوا ضغطا أكبر في اتجاه إنشاء الدولة الفلسطينية المستقلة وعودة اللاجئين ووقف الاستيطان الإسرائيلي.
وفي هذا الإطار استقبل خادم الحرمين الشريفين أمس الأول الرئيس المصري محمد حسني مبارك لتبادل الرأي والمشورة حول مستجدات الساحة العربية والفلسطينية. كما أوفدت المملكة الأمير عبدالعزيز بن عبدالله مستشار خادم الحرمين إلى سوريا لاستعراض الأوضاع العربية وبخاصة التطورات على الساحة اللبنانية. هذه التحركات تهدف إلى تنقية الأجواء العربية من أي تعكير يحيد بالعرب عن الهدف الرئيسي وهو تحرير الأراضي العربية المحتلة عام 1967م.
فالمملكة ومصر وسوريا دول عربية كبرى، ولها ثقلها والتشاور بين قيادات هذه الدول العربية الشقيقة من الأهمية بمكان، وهي مشاورات لا تعود بالنفع على هذه الدول فحسب وإنما على الدول العربية جميعا بما يخدم قضاياهم.
نحن العرب نمر بمرحلة حساسة ودقيقة، فإسرائيل يحكمها اليوم سياسيون أشد تطرفا من سابقيهم في الحكم، وهؤلاء لن يتاونوا عن افتعال الأزمات وربما الحروب من أجل التنصل من استحقاقات السلام؛ ولذلك كان لا بد من صدهم بكل قوة، وهذا لن يتأتى إلا في ظل وحدة الموقف العربي وتماسكه.
كذلك، وفي ظل الإدارة الأمريكية الجديدة التي تتبع نهجا جديدا مبشرا ومؤثرا عالميا، فإن العرب بحاجة إلى أن يكون موقفهم واحدا وواضحا حتى يحظى باحترام الدول الكبرى وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن التشتت والانقسام سيفتح الطريق لإسرائيل لتمارس ضغطا على الدول الغربية بما يتماشى مع أطماعها العدوانية.