نتائج كأس القارات التي اختتمت في جنوب إفريقيا ونجاح منتخبات مغمورة في كرة القدم في الفوز على منتخبات عريقة تضم أسماء عريقة على مستوى كرة القدم العالمية يعكس حقيقة واحدة تتمثل في أن كرة القدم أصبحت علما قائما بذاته وبإمكان أي منتخب أو فريق يتسلح بهذا العلم جيدا أن ينافس أقوى منتخبات العالم.. والعلم هنا هي على المستوى الفني من خلال التدريب على طرق اللعب وخططه وإعداد اللاعبين بشكل علمي صحيح على المستوى البدني والذهني وبشكل شامل..
صحيح أن الموهبة والمهارة هي الأساس في اللعبة الشعبية الأولى.. إلا أنه اتضح أن بإمكان من لا يملك نفس الموهبة والقدرة والمهارة أن ينافس بطرق أخرى تتركز على طرق اللعب والإعداد البدني والخطط.. وهذا ما يميز مدرب عن آخر حيث يفشل مدربون لديهم لاعبون على مستوى عال من الكفاءة وينجح آخرون ليس لديهم نفس النوع من اللاعبين.. وشخصيا أعتقد أن المهارة الفردية والقدرات الخاصة للاعبين تبرز وتكون مؤثرة أكثر حين تكون إضافة للعمل الفني الجماعي وبعد أن يستكمل الفريق إعداده الخططي والجماعي.. وهنا يتميز الفريق صاحب المهارة واللاعبين الموهوبين..
ولأن كرة القدم هي اليوم علم قائم على العمل الفني الذي يقوم به المدربون أصبح لزاما على كل من أراد يتطور ويتقدم ويحقق النتائج المتميزة أن يولي هذا الجانب جل اهتمامه من حيث اختيار المدربين الأكفاء وإعداد البرامج الجيدة لإعداد الفرق واللاعبين وتجهيزهم للمنافسة الرياضية.. ولها في الدوري السعودي محليا العديد من النماذج التي حققت نجاحات مشهودة لأنها طبقت نفس طرق العمل والتدريب التي تنفذها أكبر الأندية والمنتخبات العالمية.. فمدربون مثل ديمتري وكالديرون ويوردانسكو وبلاتشي وباكيتا وكوزمين وهيكتور نجحوا نجاحا باهرا بالعمل الاحترافي الكامل حيث الإعداد على أعلى مستوى والتدريبات الصباحية وتطبيق عمل احترافي كامل في كافة شؤون كرة القدم خارج الملعب قادهم لتحقيق الإنجازات الكبرى داخل الملاعب.. فالعمل والعمل فقط هو ما يجعل الفرق الأقل مقدرة وكفاءة وسمعة وشهرة تتفوق على الفرق الكبيرة.. وربما في المستقبل القريب قد نشهد تحولا كبيرا في نتائج كرة القدم ليصبح الصغار كبارا بدورهم ويحرجوا الكبار فعلا كما حدث في كأس القارات ولعل كأس العالم المقبلة تكون بداية التحولات المنتظرة وتشهد بطلا جديدا للعالم خصوصا وأنها تقام بعيدا عن أوروبا أو أمريكا الجنوبية والتي دائما ما يكون البطل من القارة التي تستضيف البطولة وفي الغالب تتفوق فرق أمريكا الجنوبية وخصوصا البرازيل والأرجنتين اللتين يفوزان عندما تكون البطولة خارج القارة الأوروبية كما هي البطولة القادمة.
شكرا فهد المفرج
** غادر النجم فهد المفرج الكشوفات الهلالية مؤخرا بعد سنوات طويلة من التضحية والإخلاص خدم خلالها الزعيم بأقصى ما يملك وقدم أفضل ما لديه للهلال.. ليغادر مؤخرا في توقيت رائع وبعد أن ختم مشواره الطويل مع فريقه بهدف البطولة الأخيرة التي حققها الهلال ليكتب اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الزعيم ويترك ذكرى طيبة لدى الجماهير الهلالية ستكون هي الباقية في الذهن بعد الكثير من العثرات والإخفاقات التي عادة ما تصاحب مشوار أي لاعب.
** المفرج وهو يودع الهلال فضل مصلحة فريقه على مصلحته الشخصية.. فاختار إتاحة الفرصة للعناصر الشابة بعد أن رأى أن الكثيرين منهم ينتظرون المشاركة وتحمل المسؤولية التي تحملها هو نفسه سنوات ففعل ما يرضي ضميره حتى لا يأخذ زمنه وزمن الآخرين.. في قرار يحمل الكثير من الإيثار وإنكار الذات كان محل تقدير الجماهير الهلالية واحترامها.. وبعيدا عن مشوار المفرج الطويل مع الزعيم وأعني هنا ما يتعلق بالإخفاقات التي عاشها المفرح مع الفريق فإنه غادر بسجل ذهبي حافل بالعديد من الإنجازات والبطولات التي تفوق تاريخ أندية كبيرة لم تستطع أن تحقق نفس العدد من البطولات التي حققها المفرج مع الهلال.
وحتى لا يخرج من يصطاد بالماء العكر أو يتحدث عن التعامل الإعلامي مع المفرج وهل كان منصفا أو قاسيا أقول إن المفرج الآن ودع الهلال ومن حقه أن يشكر له الجميع السنوات الطويلة التي خدم بها الهلال وأن يسمع كلمة حق وهو يغادر صفوف الهلال إلى فريق آخر نتمنى أن يواصل معه النجاح وأن يحقق المزيد من الإنجازات لأنه لا أحد يحمل أي شيء ضد المفرج أو غيره بقدر ما هي آراء فنية لا تتجاوز الملعب أو يجب أن تكون كذلك لأن البعض يحاول تأويل أو تفسير كل رأي لا يعجبه بأنه استهداف أو تعمد الإساءة أو ما إلى ذلك وهذا أمر غير صحيح لأنه لو جلس الشخص أو اللاعب في منزله لما تعرض له أحد ولكنه يلعب في فريق كبير وهو تحت المجهر ولذلك لا يوجد أي شخص فوق النقد طالما قبل أن يكون في مثل هذا الوضع وأعني أن يكون شخصية عامة تخضع للنقد والمديح حسب ما يراه الجمهور فشكرا فهد وشكرا نقولها من القلب على سنوات خدمتك الطويلة لكرة القدم السعودية عبر فريق الهلال وأثق ثقة تامة أن من كان ينقدك ويقسو عليك قد يكون أصدق وأكثر حبا واحتراما ممن يدعون الدفاع عنك!
لمسات
* أحسن الهلاليون صنعا بصرف النظر عن ظهير الطائي الأيمن عبدالرحمن الحسن.. فاللاعب عادي جدا وقد لا يضيف شيئا لفريقهم ومبلغ الصفقة قد يوجه لأمور أخرى تفيد الفريق الأزرق أكثر من هذه الصفقة.
* الوضع الفني لفريق الشباب الهلالي يحتاج لمراجعة دقيقة وتقييم شامل لعمل الجهاز الفني في الموسم الماضي.. ففي تصوري أن الهلال بحاجة لأجهزة فنية عالية المستوى لفريق الشباب تحديدا لأن المدرب الحالي متواضع وبصمته معدومة على الفريق.. ومثل هذا المدرب لن يكون قادرا على تطوير أداء أي لاعب.
* تسليم المدرب الهلالي الجديد السيد جيرتس مسؤولية الفريق الأولمبي قرار مهم جدا لمصلحة العناصر الشابة التي يعلق عليها الهلاليون آمالا كبيرة.. وفي الموسمين الماضيين كان لإشراف كوزمين على الأولمبي دور كبير في تدعيم الفريق الأول بالعناصر التي أشرف عليها وتعرف على أداءها عن قرب.
* المنتخبان الأمريكي والمصري أكدا أن الروح وحدها تستطيع أن تصنع العجائب وتحقق المستحيل.. والروح والإرادة والإصرار يصنعها ويوجدها العمل الفني الصحيح!