حاوره - أحمد العجلان:
الكتابة الصحافية الرياضية لها روادها وفيها مبدعون وآخرون مثيرون، فكل كاتب يتمتع بخصال خاصة ولكن صالح السليمان جمع كل الخصال فهو المبدع الممتع المثير الواقعي.. يعتبر من رواد الكتابة الرياضية المعاصرة والتي تعتمد على الحس والمعلومة الدقيقة ومعالجة القضايا كما يجب دون تعقيد أو تغيير.. هو ضيف ثقيل بكل تفاصيله.. بفكره وبشعبيته الجارفة وبقلمه المميز.. ضيفنا تحدث في الحوار بكل شفافية كما هو اسم زاويته (السهل الممتنع).. فكشفنا لكم عن خصاله وحتى عن شكله بعد أن غابت صورته عن صفحات الجزيرة 13 عاماً هي المدة التي يقضيها في صفحات الجريدة.. لن نطيل، إليكم الحوار:
* في البداية.. لماذا بقيت كل هذه الفترة دون أن تظهر في الصورة.. لم يشاهد الناس صورتك في الجريدة بسهولة.. لماذا كل هذا الغموض؟
- القارئ يهمه في الكاتب ما يكتب وما يطرحه من آراء.. ولا تهمه الصورة إلا من باب الفضول.
* حدثنا عن بداياتك في عالم الصحافة.. كيف كانت بكل تفاصيلها؟
- لا يوجد تفاصيل كثيرة.. أرسلت بعض المقالات والتعليقات لجريدة الجزيرة حول بعض ما نشر فيها واتصل علي الأخ محمد العبدي وعرض علي الكتابة في الجريدة.. في البداية لم تكن فكرة الكتابة الرسمية واردة لدي أبداً.. لكنه ألح علي فقبلت.. وكانت لديه فكرة عني لأني قبلها بعامين أرسلت بعض التعليقات لجريدة الرياض بعد مسرحية نهائي عام 1415هـ الشهيرة حيث كان الأخ العبدي مسؤولاً عن قسمها الرياضي.. ومن طريف ما أذكر أن كاتباً يسمونه عميد!.. لا أعلم عميد على ماذا!؟.. رد على أحد التعليقات التي أرسلتها لجريدة الرياض.. ولا زلت أذكر عنوان مشاركتي (حقائق دامغة).. ويبدوا أنها دمغته بشكل جيد.. المهم استمررت كاتباً في الجزيرة منذ 13 عاماً ولازلت..
* سبق أن أوقفت عن الكتابة.. وطلب منك كتابة تعهد خطي ورفضت حدثنا عن ذلك الإيقاف؟
- كتبت موضوع بعنوان ماجد والهلال وهو مقال يعتمد على الأرقام ولم أبخس فيه حق الكابتن الكبير ماجد عبد الله ولكن ذكرت أن الهلال في المباريات التي شارك فيها ماجد فاز بـ14 مقابل 13.. وفوجئت بإيقافي عن الكتابة من قبل وزارة الإعلام.. ولأنه لا يوجد مبرر حقيقي للإيقاف.. تدخل الأمير فيصل بن فهد -رحمه الله- وأعتقد أنه كان في أمريكا وقتها.. فتم رفع الإيقاف غير أن المسؤول بالوزارة اشترط القدوم للوزارة وكتابة تعهد.. ورفضت توقيع تعهد لأنه سيكون اعتراف بارتكاب خطأ وأنا لم أرتكب شيئاً يدعو لأخذ تعهد.. وربما المسؤول وقتها يتمنى مشاهدتي فحرمته الفرصة.. وأكملت الإيقاف مدة ثلاثة أشهر.
* أيضاً سبق أن أوقفت بمؤامرة كما تزعم.. كيف اكتشفت ما أحيك لك؟
- في وزارة الإعلام بعض الأشخاص بسبب الميول دبروا مؤامرة لإيقافي دون أي سبب.. ولكن قدمت خطاباً للأمير سلطان بن فهد وضحت فيه ما حدث.. وتحركت الجريدة برئيسها الأستاذ خالد المالك وبجهود كبيرة مع رعاية الشباب والوزارة تم رفع الإيقاف.. ويوجد تفاصيل لكن نسيتها الآن.
* هل تؤمن بصحافة الأندية.. ومن أقواها بنظرك؟
- لنقول صحيفة ناد لابد أن تصدر رسمياً من النادي.. ولا يوجد إلا مطبوعة وحيدة هي الأقرب أن تسمى صحيفة نادي ولكنها نقطة سوداء بتاريخه.. ممكن نقول إعلام هلالي وإعلام اتحادي وهكذا.. لأن الواقع والمنطق يفرض نفسه.. فعندما تصدر في مدينة كبيرة فيها نادي ضخم كالهلال بأكثريته الجماهيرية والطرف شبه الثابت في جميع المناسبات الرياضية وأكثر الأندية إنجازات ونشاطا وبطولات ونجوم وفي أكثر الألعاب الرياضية.. طبيعي ستمنحه المساحة الأكبر حتى لو لم ترغب.. ومع هذا يوجد أندية تمنح مساحات أكبر بكثير من وزنها في الساحة الرياضية لا تتميز إلا في كونها أكثر الأندية ضجيجاً.. أما الأكثر تأثيراً في الساحة الرياضية من ناحية إعلامية فهما جريدتا الجزيرة والرياض لأنهما تصدران في السوق الأكبر ويجاورون النادي الأكثر تأثيراً في الرياضة المحلية.. كما أنهما الأقرب للحياد والاتزان بشكل كبير خصوصاً إذا قسناهما وقارناهما بصحف مغمورة تنشر مواد صحفية ومقالات وتعليقات لا تختلف كثيراً عما ينشر في بعض مواقع النت.
* برأيك من هو أفضل من ترأس الهلال.. ومن هو اللاعب الذي أثر في تاريخ الهلال إيجابياً؟
- من الصعب تحديد الرئيس الأفضل.. لأن لكل رئيس هلالي بصمته وإنجازاته.. لذا نفذت الألقاب فهذا الرئيس الذهبي وذاك الرئيس الظاهرة.. وهذا الرئيس الحكيم.. وكلاعب أعتقد أن سامي الأكثر تأثيراً.. ولكن يوجد جيل أتمنى عدم نسيانه وهو جيل أول دوري ممتاز.. فهم من أخرج المارد الأزرق من القمقم.. مثل العمدة وبشير -رحمه الله- وبداح والعمار وغازي سعيد وفهد عبد الواحد وإبراهيم اليوسف وسلطان بن نصيب وسمير سلطان وناجي عبد المطلوب وناصر الشايع وفهد الحبشي.
* من يرشحون الجابر ويصفونه باللاعب الأفضل يتحدثون عن إنجازاته ولا يتطرقون لإمكاناته الفنية فهل هو أقل من الآخرين من هذه الناحية؟
- الإنجازات لا تلد نفسها.. بل إن إمكانات سامي الفنية عالية جداً وأسلوب لعبه يضاهي لعب فصيلة اللاعبين الكبار على مستوى العالم وأساطير الكرة.. لا يتقيد بمركز أو يقف في الأمام بل يؤدي أدواراً قيادية ويلعب في جميع المراكز وفي أكبر مساحة ممكنة يراوغ ويصنع ويسجل بكل الأشكال والألوان..
* ما رأيك فيما يتعرض له ياسر القحطاني من هجوم مؤخراً؟
- ما يحدث تجاوز الشأن الرياضي ووصل إلى الشأن الشخصي والحياة الخاصة والعائلية ووصل للقذف والبهتان والتجريح الشخصي.. ومن أطلق هذه الهتافات سيتحمل آثام كل هؤلاء الذين يقلدونه.. فمن سن سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها.. ومشكلة هؤلاء يحاكمون الناس ويظنون أنفسهم ملائكة تسير على الأرض.. والإعلام تحديداً مارس ما يمكن تسميته بالنفاق فقبل فترة قصيرة حدثت قضية للاعبين معروفين.. وتجاهلتها تلك الصحف ومنتديات النت المشبوهة وصاروا يتحدثون عن الستر.. في حين أنهم هم من مارس ولا زال يمارس التشهير والشماتة والتلذذ بقذف الآخرين.. فالستر لديهم يحدده اسم النادي..
* لا تظهر تلفزيونياً ورغم ذلك فاجأت الناس بطلب مناظرة مع أحد الكتاب.. كيف يحصل ذلك؟
- لا أريد أن يكون ظهوري رتيباً أو لمجرد الظهور.. ولكن كنت مستعداً للظهور عندما طلبت مناظرة ذلك الشخص لأقضي عليه أمام الملأ وأعريه تماماً بعد أن أطنب في أكاذيبه.. ولكنه أعلن الاستسلام وانسحب سريعاً.. وأشهد له هنا بالذكاء.. فلو كابر وركب رأسه وناظرني سيواجه حقائق مؤلمة ودامغة لن يصمد أمامها فآثر الهرب مبكراً.. ليمارس أكاذيبه في أماكن ثانية.
* ما رأيك بقنوات الأندية التي ظهرت مؤخراً؟
- ما يسمى قنوات الأندية هي مجرد مواد تؤخذ من قنوات الكرة السعودية ويتم تشفيرها مجدداً وأخذ مقابل عنها.. وقد تكون بعض جماهير الأندية راضية عن قنواتها ولكن جماهير الهلال لا أعتقد أنها تقبل أن يدير قناة ناديها طاقم اتحادي ما عدا المذيع.. ونادي كالهلال ذي تاريخ عريق وثري وحاضر زاهر وملايين المحبين، عليه أن يؤسس قناته بنفسه ويديرها بشكل كامل.. وجماهيرية الهلال الجارفة تكفل لها النجاح حتى دون تشفير.. بالدعايات والإعلانات وغيرها من المصادر..
* هل لازلت متحفظاً على قناة أيه أر تي؟
- طبعاً خصوصاً إذا شاهدت قناة الجزيرة أو الكأس..
* هل وصل صالح السليمان من الشهرة لدرجة أن يضع خدمة جوال باسمه.. وكيف تقيم تجربتك هذه حتى الآن؟
- لا أعلم عن هذه الشهرة التي تتحدث عنها.. ولكن ربما أسمي مشهور.. أما الجوال فهو تطور طبيعي للتواصل مع القراء الأعزاء.. في وقت من الأوقات كان الكاتب يكتب المقال بيده ويذهب به للصحيفة.. ثم أتى الفاكس ثم الإيميل.. والآن الجوال.. ورأيت الكثيرين من الإخوة يرغبون في التواصل معي.. فكان هذا الجوال والتجربة ناجحة.. وكانت التجربة ستنجح بشكل أكبر لولا توقيت إطلاقه في نهاية الموسم ولم يتزامن مع دعاية جيدة.. والجوال قناة واحدة لكنها تغني عن قنوات كثيرة.. والمؤشر الجيد أنه لا يكاد يوجد عليه إلغاء وهذا يعكس رضى المشتركين عنه.. ومستقبلاً سيكون بشكل أفضل.
* من خلال رسائل جوالك تبدو منحازاً لبرشلونة.. ما الذي يعجبك في الفريق الكاتالوني؟
- أبدا لست من مشجعي برشلونة.. ولكن صفقات الريال هي رد فعل لإنجازات برشلونة وللسداسية.. ويعجبني في برشلونة أنه فريق يؤمن بالهجوم ولا غير الهجوم في وقت مللنا من الطرق الدفاعية.
* ماردونا وبيليه من هو أحسن لاعب في تاريخ كرة القدم؟
- فنيا (مارادونا) يأتي في مستوى لوحده وبعده بمراحل يأتي الآخرون في المستوى الثاني.. مارادونا بجهد فردي خارق منح بلاده كأس العالم.. وفي البطولة التي تلتها أتى مع فريق أرجنتيني مهلهل وجلس يسحب فيه ويجرجره حتى أوصله للنهائي أمام ألمانيا وخسر الكأس في آخر دقيقة بضربة جزاء غير صحيحة.
* ما الفرق بين الكرة الأرجنتينية والبرازيلية ووزنهما في الساحة العالمية؟
- كلا الكرتين تقدمان نجوماً كثراً ومحترفوهم منتشرون في أقوى الدوريات الأوربية، بل إن نجوم منتخبات كبيرة أصولهم أرجنتينية.. ولكن الفارق أن الكرة البرازيلية أكثر عراقة ومتشبعة من ثقافة الانتصار والتفوق ولها اسمها وهيبتها الكبيرة في العالم وهذه الهيبة صنعتها أجيال قديمة ومهما تغيرت أسماء منتخب البرازيل فلاعبوه يلعبون بثقة كبيرة ومطلقة.. والكرة التي تلعبها البرازيل ممكن اسميها (الكرة المغناطيسية) فالكرة تتناقل بين الأقدام البرازيلية وكأن فيها مغناطيس.. ولكن إذا وصل الحديث إلى مارادونا فعلى البرازيليين الصمت..
* هل سبق أن كتب صالح السليمان شيئاً ما.. وندم عليه؟
- لا أذكر أني ندمت على شيء كتبته..
* برأيك لماذا لم يتأهل المنتخب لكأس العالم؟
- لا زال هناك أمل للتأهل.. وعندما تقف في مكانك والآخرون يتقدمون.. فإنك في الحقيقة تتراجع.. وهذا هو حال كرتنا.. والكلام عن أسباب التراجع يحتاج لصفحات ولا يمكن حصره في مقابلة.. ولكن أريد الإشارة إلى نقطة مهمة كيف تريد من منتخب أن يتأهل وأبرز لاعبيه يمارس من بعضنا ضده القذف الجماعي في المدرجات لشهور طويلة ويتم تحطيمه معنوياً والاتحاد السعودي لكرة القدم لا يحرك ساكناً لحماية أهم لاعبي المنتخب.
* ما هو رأيك في المطالبين بالرياضة النسائية؟
- الرياضة النسائية مصطلح فضفاض.. وكل يفسره على هواه.. وحتى هذه الرياضة في أبسط صورها وهي (الرياضة المدرسية) لو قرأت مقالة الشيخ د صالح العصيمي في الجزيرة قبل أيام لاقتنعت أنها مطالبة غير واقعية وفيها محاذير كثيرة.. تخيل أن الطالبات يبدلن ملابسهن في المدرسة ليلبسن اللبس الرياضي!.. والدكتور العصيمي طالب بإقرار حصة للتوعية والتثقيف في كيفية رعاية صحة البدن ورشاقته والاكتفاء بذلك.
* تم تكوين فريق كرة قدم نسائي في إحدى المدن.. ليلعب مباريات داخلية بعيداً عن الرجال وبشكل محتشم ما هو تعليقك؟
- هذا من استدراج الشيطان (ولا تتبعوا خطوات الشيطان) مباريات داخل الجامعة ثم مباريات داخلية مع جامعات أخرى ثم لقاءات ودية مع فرق خليجية نسائية ثم مشاركة رسمية في دورة الخليج النسائية... وهكذا.. وعلى كل حال رأيي ستقرأه في مقال ساخر عن كرة القدم النسائية قريباً.
* ما رأيك في استفتاء زغبي حول شعبية الأندية؟
- لم نكن بحاجة لاستفتاء زغبي فالكل مقتنع منذ سنوات طويلة أن الجماهيرية الأولى للهلال وبفارق شاسع دون منافس والشواهد كثيرة.. واستفتاء زغبي أكد هذه الحقيقة.. وهم مقتنعون بهذه الحقيقة داخلياً ولكن هي المكابرة والتعنت في الاعتراف بالحقيقة كالعادة.. ومستقبلاً سيتضاعف الفارق لأنه سيدخل في أي استفتاء قادم أجيال آخر عشرة أعوام.. لذا نصيحتي أن لا يجروا أي استفتاء جديد حتى لا ينصدموا مجدداً.
* ما رأيك في حديث الشيخ عبد الرحمن ابن سعيد الذي ظهر مؤخراً وما رأيك فيما أثير حوله من ردود أفعال؟
- عندما كنا نسمع ونقرأ ما هو أسوأ من هذه العبارات.. وما فيها من إسفاف وهجاء مقذع تجاه المنافسين طوال ثلاثين عاماً كانوا يهزون رؤوسهم ويضحكون ويسمونها (فواكه وخضراوات).. والآن الشيخ ابن سعيد في حديثه كان يعبر عن رأيه ومشاعره الشخصية.. وهي آراء لم تكن للنشر بل سواليف مجالس وما يحدث فيها من المبالغات في الكلام.. ومع هذا لو قلنا أنه أخطأ فكان من الممكن التجاوز عنه لأن له في المجال الرياضي أكثر من ستين عاماً لم يعرف عنه أنه أساء لأحد.. فكيف تقتنص زلة ليتعرض لكل هذا الإسفاف والقذف والبهتان والسب والشتم دون احترام للسن والعمر.. ومع هذا أقول إن هؤلاء لا يعاقبونه على آرائه بل هم ينتقمون منه ويعاقبونه لأنه (أسس الهلال).. ولكنهم جهلة لا يعلمون أنهم يكرمون الشيخ بحسناتهم وهذه نقطة يشكرون عليها.