اضطرت ظروف المعيشة الصعبة الشاب (مبرِك) إلى مغادرة مواطنه وملاعب صباه في مزارع أهله في ضواحي الرس إلى السفر لطلب الرزق في أرض الله الواسعة. سافر مبرك وهو الوحيد الفاهم في تشغيل ماكينة (اللستر)، هذه الآلة السحرية العجيبة المستوردة من بلاد الكفار إلى نجد حيث السواني والآبار والمزارع وبساطة العيش وجمالية الحياة رغم قسوتها وانعدام وسائل الراحة. فالعمل في الزراعة كان شاقاً ومضنياً وكان الكل يعمل في الحقل، كل موكل إليه مهمة، وكانت المهمة الأكبر المهمة الشاقة بل هي مهمة المهمات هي العمل في (المنحات) خلف السانية حيث الإبل المدربة المخصصة للسواني لاستخراج الماء من الآبار لسقي الزروع والمواشي. وعلى الرغم من شظف العيش وقلة الوسائل المساعدة في الزراعة وغيرها إلا أن الأجداد والأهل في نجد وغيرها كانوا بسطاء وكانت الألفة والمحبة هي الصفة السائدة لدى الجميع.