الشفافية التي تنتهجها المملكة العربية السعودية في إدارتها للأزمة الطبية تجاه مرض أنفلونزا الخنازير يأتي في سياق وضوح الرؤية من قبل المؤسسة الصحية في المملكة لمحاصرة تداعيات هذه الجائحة الطبية، هذه الشفافية التي استرعت انتباه العالم تستدعي اليوم التفاعل معها في الداخل والخارج بادراك البعد الوقائي لمحاصرة هذا المرض والذي انتشر في أصقاع العالم في اقل من ثلاثة أشهر، وبالأمس أرسلت وزارة الصحة نصيحتها لكبار السن والحوامل بعدم الحج هذا العام نظرا للظروف الصحية التي فرضتها مخاطر أنفلونزا الخنازير، وتأتي هذه الدعوة كخطوة استباقية لحماية من يعانون من ضعف المناعة لكي لا تتسع دائرة عدوى المرض في منطقة جغرافية مكتظة قد يصعب معها السيطرة على هذا الوباء، النصيحة التي أطلقتها الوزارة جاءت منسجمة مع توصيات ندوة صحفيه عقدتها الجزيرة الأسبوع الماضي دعا فيها عدد من المتخصصين في الأمراض المعدية كبار السن والحوامل والأطفال وكذلك زارعي الأعضاء إلى تجنب حج هذا العام لحماية أنفسهم من المخاطر .
هذا التحرك الاستباقي من قبل وزارة الصحة في المملكة يؤكد جودة إدارة الأزمة في موسم الحج والخبرة المتراكمة التي تملكها هذه البلاد في رعاية حجاج بيت الله لكن هذه الدعوة لا ينبغي أن تنتهي بمجرد إطلاقها ونقلها عبر وسائل الإعلام بالطرق التقليدية بل لابد من تفعيلها بلجان مشتركة محلية ودولية في الدول الإسلامية وغير الإسلامية التي ترسل جالياتها للحج، عبر وزارات الشؤون الإسلامية والمراكز الإسلامية في الخارج لتقدم توصياتها لخطباء المساجد وصناع الرأي وإيضاح المستند الشرعي لهذه النصيحة التي تتفق مع مقصد حفظ النفس كأحد أولويات مقاصد الشريعة الإسلامية، كما ينبغي على البرامج الإسلامية الحوارية وبرامج الإفتاء في القنوات التلفزيونية أيضا إيضاح هذه المسألة في بعدها الشرعي لضمان سلامة حجاج بيت الله ومنع انتشار هذا الوباء.
***
