حين تعلن إحدى أكبر الشركات المستثمرة في المجال الرياضي عن نيتها لتخفيض عقودها مع الأندية بنسبة (15%) احتجاجاً على العقد المُبرم بين هيئة دوري المحترفين والشركة الراعية للدوري السعودي، فذلك يدل على أزمة حقيقية في الفهم والتعاطي مع الحقوق التجارية والقانونية للاستثمار الرياضي، فالشركة ذاتها تعلم أنه ليس بالإمكان تغيير قيمة عقد ساري المفعول بينها وبين الأندية، ثم إن التوقيع كان بين الهيئة والشركة الراعية فما ذنب الأندية؟.. ولماذا لم تتقدم الشركة بشكوى رسمية لرعاية الشباب إذا كانت واثقة من صحة موقفها القانوني؟ وهل يخفاها أن الراعي الرسمي للدوري حق تجاري للأندية المشاركة ويتوافق تماماً مع أنظمة الفيفا؟.. أم أن المسألة مجرد تهويش إعلامي ومحاولة لاستغفال الأندية وهضم حقوقها؟ وأياً كانت الإجابة فإن هيئة دوري المحترفين مسؤولة عن صمتها تجاه ما يحدث ومسسؤولة عن نقص المعلومات حول مهامها وحقوقها وواجباتها، فكثير من المتابعين يعتقد بوجود ازدواجية بين حقوق (راعي النادي) و (راعي الدوري) رغم عدم صحة ذلك إطلاقاً، فهيئة دوري المحترفين اجتمعت بمسؤولي الأندية والشركات الراعية وأهملت الشارع الرياضي الذي يجهل الفرق بين دوري المحترفين والدوري السابق، وهو قصور إعلامي يتحمله أعضاء الهيئة، فالشارع الرياضي سأل أين ستُصرف الملايين التي ستدفعها الشركة الراعية للدوري وبالأرقام؟

وسأتبرع بالإجابة.. فحسب ما هو مخطط له فإن جزءاً من قيمة العقد سيُعطى للأندية والجزء الأكبر سيصرف على تطوير البيئة التحتية للرياضة السعودية كابتعاث كوادر إدارية من الأندية للحصول على شهادات عليا في الإدارة الرياضية والتسويق وهناك مشروع البوابات الإلكترونية للدخول وشراء تذاكر المباريات المربوطة برقم المقعد عن طريق الإنترنت وأجهزة الصرف الإلكتروني وهناك مبيعات تحمل شعارات الأندية يمكن شراؤها عن طريق (النت) ومن أي بلد في العالم إضافة لإقامة فعاليات مصاحبة للمباريات وبرامج لدرجتي الشباب والناشئين والصرف من تكاليف المحاسبين القانونيين والمحاسبين لضبط ميزانيات الأندية وحقوقها القانونية، وأكرر أن الهيئة مقصرة إعلامياً تجاه الشارع الرياضي ومطلوب منها انفتاح إعلامي أكبر وعقد ندوات مفتوحة وإعداد برامج تلفزيونية عن مرحلة التطوير والتغير الذي تفرضه متطلبات المرحلة الحالية، وعقد ورش عمل وحلقات نقاش وتصميم دليل شامل عن دوري المحترفين في موقع رسمي من شبكة الإنترنت يتضمن كافة المعلومات المتعلقة بالدوري ليكون مرجعاً رسمياً للأندية والجماهير والمستثمرين.

بالأرقام الشباب نادٍ جماهيري

يقول الدكتور حافظ المدلج مسؤول الاستثمار والتسويق بهيئة دوري المحترفين أنه حين طرحت منتجات الأندية (أي ملابس وأدوات تحمل شعار النادي) طرحت كميات قليلة تحمل شعار نادي الشباب باعتبار أنه لم يصنف ضمن الأندية الجماهيرية، ولكن المفاجأة كانت بالكم الهائل من الطلبات من منتجات نادي الشباب مما أوقع الهيئة في حرج بسبب عدم توقعهم لهذا الكم من الطلبات مقابل كساد كبير لأندية جماهيرية بسبب سوء نتائج الفريق، وهذا ما دعا لجنة التسويق لتصنيف نادي الشباب كنادٍ جماهيري بناءً على أرقام ودراسات لسوق المنتجات الرياضية، (صورة مع التحية لإدارة الاستثمار بنادي الشباب ولكل إعلامي محايد).

الفيفا أقوى من الأمم المتحدة

من المدهش أن نفس الدول التي ترفض قرارات هيئة الأمم المتحدة لا تجرؤ عن مخالفة (الفيفا) وتنصاع لقراراته بسهولة، فهذه إيران التي ترفض كثيراً من قرارات الأمم المتحدة وتتحداها بشكل علني، نجدها اليوم لا تجرؤ عن مخالفة الفيفا أو إهمال أو تأخير الإجابة عن استفساراته!!

فبعد مباراتها مع كوريا طالب الفيفا بإيضاحات من الاتحاد الإيراني حول ما تردد في وسائل الإعلام من فرض عقوبات على ستة من لاعبي إيران لارتدائهم شعارات تأييد لمرشح المعارضة الإيرانية وحرمانهم من تمثيل منتخب بلادهم، فسارع مسؤولو الاتحاد الإيراني إلى نفي هذه الأنباء وتأكيد التزامهم بأنظمة (الفيفا) (وربما التراجع عن القرار الذي أعلن عبر وكالة الأنباء الإيرانية) لمعرفتهم بقوة الفيفا وسلطته ومعرفتهم بأهمية الرياضة ومشاركاتها الدولية التي هي أجمل الوجوه لكثير من الدول وقد يحجب هذا الوجه وتدخل إيران في عزلة رياضية.