لتمضي أيتها الليالي الحزينة أو لتظلي كأنفاسي ملازمة لي..
لتتعددي أيتها الشهور أو لتبقي كنبض قلبي..
إنني أحمل الذكرى كوشم على ساعدي, كشامة في حدود جسدي..
إنها الذكرى الكبيرة..
إنها الذكرى الزكية..
إنها الأيام الندية..
إنها الأحضان الدافئة والملاذ الآمن..
إنها الشرف..
إنها الترف..
إنها اللحظات الممتزجة حباً وعطفا..
إنها الأشياء الأكثر فخر.. الأكثر اعتزاز.. الأكثر أنسا..
إنها الشيء الذي كلما قلبته أحسست بأن كل جزء منه شيء أعظم..
لتنصرفي يا سنين عمري متسارعة أو الهوينة فإنني أقسمت ألا أنسى مجيد الذكرى..
لتفعلي أو لا تفعلي فسأظل أحملها طرية..
سأذكر أبي كما حيا..
في رقودي ونهوض..
في حراكي وقعود..
في انفرادي وشهود..
ألم تري كم أنا اليوم رغم كل هذا الانصرام أقف أما المشاهد التي مر بها رقراق
الدمع مكسور القلب..
كل شيء يذكرني به..
المكان الذي جلس فيه أبا..
المكان الذي جلس فيه معلما..
المكان الذي جلس فيه مربيا..
المكان الذي جلس فيه ورعا..
المكان الذي جلس فيه يحكي الحكاية وسنين التجربة.. يقدم النصيحة ويستشهد على
الموعظة..
يذكرني اليوم الصوت الذي يشبه صوته..
والجسد النحيل الذي يحمل صفته..
والشيب الذي كان يغطي لحيته..
ورائحة العطر الشرقي الذي كان يلامس جسده..
يذكرني به الصيف وطيفه..
وصوت الرياح الممزوج بدعائه..
لم تنسيني ولن تنسيني أيتها السنين..
فهو الكتاب الذي أقرؤه كلما مرت بي الذكرى عبقا يفوح أريجا..
كان ومازال مرشدي وموجهي استسقي منه هدى الحكمة وخلاصة التجربة..
أبي...
إنك مازلت ذكرى حية في قلوبنا نحن أبنائك, حكمك ومواعظك وأشياؤك أحاديث لابد
وأن تمتزج بأحاديثنا..
فرحمك الله كلما نبض الفؤاد وحن وكلما اشتد الظلم وتم..
وغفر الله لك ما كان وزادك الله من نعيم الجنان
وجمعنا وإياك في فردوسه الأعلى في نعيم لا يبلى..
ماجد بن صالح بن سليمان الخزيم
- الرياض
Majed117@hotmail.com