يقول أحد الفنانين التشكيليين في مقابلة معه في إحدى الصحف المختصة عن عدم حرصه على المشاركة في المعارض والمناسبات التشكيلية المختلفة على الرغم - والكلام للمحرر - من ثراء وقوة تجربته يقول: كيف لي أن أشارك وأعمالي لا تعود وإن عادت فهي تعود بحال يرثى لها!! مثل هذه الإشكاليات التي بالفعل لا تزال قائمة في الساحة التشكيلية هي وغيرها مسؤولة عن مثل هذا الإحجام عن المشاركة لهذا الفنان أو غيره وهذه الإشكالية تكاد تكون السبب الرئيس في تهيّب البعض من الفنانين عن المشاركة وقد حدثني بعضهم أنه يضطر أحياناً لإعادة أعماله إلى السفر من مكان إقامته إلى مقر الجهة المنظمة في سبيل الحصول على عمله!! مثل هذه الحالات تجرنا إلى السؤال عن حقوق الفنان التشكيلي والتي تكاد تكون غائبة فعلى سبيل المثال هناك جهات إعلامية وثقافية وغيرها تقوم بالاستفادة من عمل الفنان واستغلاله بطرق شتى كأن يكون غلافاً لكتاب أو يكون خلفية لموضوع معيّن أو أن يتم استنساخ العمل واستغلاله في تقاويم أو بوسترات دعائية أو خلافه يتم كل ذلك دون الاستئذان من الفنان صاحب العمل نفسه حتى أقل الحقوق للفنان وهي نسبة العمل إليه أحياناً تغيب، فنجد أن عملاً ما لفنان ما أو فنانة يتم استغلاله وعرضه مصاحباً لموضوع معيّن أو يكون خلفية أو صورة مساندة للموضوع ومع ذلك يتم عرض العمل دون الإشارة إلى اسم صاحبه وهذه تحدث كثيراً في الصحف والمجلات بشكل دائم ومستمر.. مثل هذه الحالة وغيرها تحد وبقوة من حرص الفنان على المشاركة ثم إن (المرمطة) التي يلاقيها الفنان في سبيل الحصول على عمله بعد انتهاء المعرض هي حكاية ألم أخرى ومادمنا بصدد الحديث عن حقوق الفنان فإننا سوف نظل بحاجة ماسة إلى جهة تكفل للفنان حقوقه وتكون هي صوت الدفاع للفنانين جميعاً ومعينهم في الحصول على حقوقهم المهدرة به ناهيك عما يتعرض له الفنانون من سرقات فنية وما يقتبسه الآخر من أفكارهم وتقنياتهم وخلافه. خلاصة القول إن الفنان التشكيلي كغيره له حقوق وعليه واجبات ومن هنا فإن إيجاد مسار متوازن لكل هذه المعطيات هو أمر تتطلبه معطيات المرحلة وأعتقد أن جمعية التشكيليين السعوديين (جفست) قادرة وفق صلاحياتها ونظامها الأساس على تولي هذا الدور المهم في مسار الحركة واستمرارية نموها وتطورها وازدهارها، وكان من واجب الجهات المنظمة للمعارض التشكيلية أياً كانت بقدر حرصها على وصول الأعمال قبل العرض أن تكون بنفس الدرجة حريصة على وصول الأعمال إلى أصحابها وهي بكامل عافيتها.