ذَكَرْتُ إيلاَفَ عَنْ بُعْدٍ لِتُطْرِينِي |
بِجَانِبِ الغَابِ فِي ظِلِّ الأَفَانِينِ |
فَاسْتَعْذَبَتْ خَاطِرِي أطْيَافُ سَارِيَةٍ |
تُكَابِدُ الحُبَّ فِي دُلٍّ وَفِي لِيْنِ |
يَا سَارِيَ البَرْقِ عَرِّجْ حَوْلَ أخْبِيَةٍ |
جَادَ الزَّمَانُ بِهَا عِطْرَ التَّشَارِيِنِ |
مَا أَجْمَل الذِّكْرَى يَا أُلْفُ فَي غَسَقٍ |
كَمَطْلَعِ الشَّمْسِ فِي قَرِّ الكَوَانِينِ |
إنِّي إذَا الأَيَّامُ طَبْعُهَا جُورٌ |
أَدْلَجْتُ خَيْلاً شُمًّا عَرَانِينِ |
تُقَرِّبُ الأَرْضَ فِي أَشْوَاقِ مُولَهَةٍ |
لَهَا عَلَى البُعْدِ زَفْرَاتٌ بِتَلْحِينِ |
إيلاَفُ إنْ ادْلَهَمَّ اللَّيْلُ فِي نَجْدٍ |
بِتُّ اللَّيَالِيَ ظَمْآنَ الشَّرَايينِ |
تَقُولُ إيلاَفُ لَمَّا خَانَهَا دَمْعٌ |
باللهِ عُدْ - بَابَا - حِينًا إلى حِينِ |
تَقُولُ إيلاَفُ لَمَّا سِارَتِ الرَّكْبُ |
مَسْرَاكَ يَا أبَتِي المَدِيدُ يُضْنِينِي |
جَاوَبْتُهَا وَرَجِيعُ الوِدِّ يَعْصِرُنِي |
يَا طِفْلَتِي إنَّ مَا يُشْجِيكِ يُشْجِينِي |
يَا زَهْرَةَ الحُسْنِ فِي أطْرَافِ رَابِيَةٍ |
تَزَايَدَ الحُسْنُ فِيهَا حَتَّى كَادَ يُرْدِينِي |
لَيْتَ الكَوَاكِبَ تَْدْنُو لِي فَأنْظِمُهَا |
لَبَّاتِ عِقْدٍ فِي عَبْقِ الرَّيَاحِينِ |
كَلَّمْتُ ذِكْرَاكِ فِي هَمْسٍ وَفِي شَجَنٍ |
فَاسْتَطْرَدَ الثَّغْرُ مِنِّي فِي التَّلاَحِينِ |
إيلاَفُ أمْشِي عَلَى دَرْبٍ نَثَرْتِ بِهَا |
أَحْلاَمَ صَب فَمَا عَادَتْ تُسَلِّينِي |
يَا قِبْلَةَ الرُّوحِ يَا شَكْوَى أُبَادِلُهَا |
حَمَامَ دَوْمٍ فِي صَمْتِ البَسَاتِينِ |
لكِ كتبَ قلبي قبل أناملي يا ألفَ |
عبد الله فوينش البادي |
|