ما أن تنتهي الاختبارات، وما فيها من إرهاق وتعب يجده الأبناء، حتى تأتي معاناة أخرى، ركود وفراغ يتحول إلى ملل وتذمر مهما أشبعوا ترفيهاً في الإجازة، حيث الفراغ الواسع الذي لا يحسنون ملأه بالمفيد.
والبنات أكثر شكوى من هذا الفراغ، بحكم أنهن أكثر قراراً في البيت، وهنا تبدأ معاناة يشتد خطرها عند لجوئهن إلى السهر، وقضاء معظم الأوقات على قنوات فضائية مدمرة، أو إلى نت لا يحسن استخدامه، حالة تضيق لها الصدور، وهنا يغفل الآباء عن تلك الجهات التي تتكاتف مع الأسر، لتوفير أجواء مناسبة لبناتهم، بديلة عن تلك القنوات والصوارف الفاسدة، ألا وهي دور التحفيظ النسائية، التي أدركت خطورة الفراغ المحيط بالفتيات وقت الإجازة، فحرصت على فتح أبوابها تزامناً مع الإجازة من خلال إقامة دورات صيفية زاخرة بالأنشطة والبرامج، بإعداد مدروس، لتخرج مناسبة هادفة، ومراعية لجميع الجوانب التي تحتاجها الفتيات، فهناك برامج تربط الفتاة بكتاب ربها كتدارس القرآن الكريم حفظاً وتلاوة، ومنها ما يكسب الطالبة حصيلة من الوعي الديني من خلال المحاضرات، وهناك أنشطة وأعمال جماعية تساعد على إتقان بعض المهارات، وتنمية المواهب، ولا تغفل عن دور المسابقات والمنافسات التي تعطي جواً من المرح تخرج الفتاة من تلك الدورة، وقد استثمرت وقت فراغها بالمفيد، وتعلمت قيمة الوقت، فكثير ممن التحقن بتلك الدورات الصيفية عقدن العزم على الالتحاق بها في كل إجازة من الفوائد التي لمسنها.
بحق إن دور التحفيظ النسائية محضن خصب يؤدي رسالة سامية مكملة لرسالة المدرسة في الاهتمام بالمرأة.. وبالمناسبة فتلك الدور تخضع لإشراف الجمعيات الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم، تحت مضلة وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، وبذلك تكون واضحة المنهج، سليمة من الاجتهادات الخاطئة.. إذن بناتكم في أيدي أمينة.
* بريدة