مكة المكرمة - خاص بـ(الجزيرة):
أنشأت الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم برهاط ومدركه وتوابعها في منطقة مكة المكرمة معهداً للتدريب والتطوير الإداري بهدف تطوير الأداء لكافة العاملين في الجمعية من موظفين وموظفات ومعلمين ومعلمات ومشرفين ومشرفات لتأهيلهم ورفع كفاءة جميع العاملين في الحقل القرآني.
وبين رئيس الجمعية الشيخ لاحق بن لويحق بن غنام في حديث ل(الجزيرة) أن الجمعية شاركت في إعداد منهج إعداد معلمي القرآن الكريم، ولا يزال العمل جاري لإخراج منهج متكامل لتدريسه للمعلمين في منطقة مكة المكرمة، مبيناً أن أبرز الوسائل التي انتهجتها الجمعية في تحقيق رسالتها تمحورت في فتح حلقات ودور نسائية في نطاق تغطية الجمعية حسب إمكانياتها المتاحة، فيما تم إعداد معهد التطوير الإداري (باسم معهد ابن عباس) لإعداد المعلمين، كما تم إعداد معهد للمعلمات باسم معهد (ذات النطاقين) رضي الله عنها للمعلمات، والتركيز على تطوير المعلمين والمعلمات لإيجاد الكفاءة في تعليم الطلاب والطالبات، إضافةً لإنشاء لجان اختبارات لتخريج طلاب وطالبات متقنين الحفظ والمراجعة والتجويد قدر الإمكان وتهيئهم لمشاركات المحلية والدولية.
وأكد فضيلته أن الجمعيات أسهمت في ترسيخ المنهج الوسطي، وذلك من خلال إقامة أو حضور لقاءات مع كبار العلماء بالمملكة لتوعية الشباب بين الحين والآخر، وكذلك توعية الشباب في المدارس عن أخطار الانحراف الفكري على الفرد والمجتمع، إضافةً لبيان المنهج الوسط من أهل العلم للطلاب والطالبات. ورأى الشيخ لاحق بن غنام أن تطوير عمل الجمعيات للوصول بالرسالة القرآنية إلى أعلى درجاتها يكون من خلال تطوير العمل الإداري ورفع مستوى الموظفين وتأهيلهم، والاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة والمتنوعة وتذليلها لتعليم القرآن الكريم، وأيضاً الاستفادة من الخبرات السابقة كبعض الجمعيات التي ميكنة إدارتها من إدارة ورقية إلى إدارة بلا ورق، وإيجاد البرامج المناسبة من المختصين في ذلك للاطلاع كل من له اهتمام بالقرآن ما بين طالب وولي أمر وغيرهم للاطلاع بيسر وسهولة على مستوى الطالب بدون الذهاب إلى مقر الجمعية وليكن ذلك عبر الإنترنت.
وعن كيفية علاج قلة التبرعات للجمعيات، أكد رئيس جمعية رهاط ومدركه على أهمية التواصل الدائم مع المتبرعين، وإرفاق دراسة وخطط وصور حية عن المشاريع المراد دعمها والتي تم استقبال الدعم لها، وبأن تقوم الوزارة مشكورة بالتوضيح للمجتمع الآلية الصارمة والقوية في متابعة الجمعيات مالياً وإدارياً مما يعكس صورة إيجابية عن نزاهة الجمعيات والمتابعة القوية لها، مقترحاً عمل مكتب تنسيقي للجمعيات الخيرية العاملة بكل منطقة وذلك لحث الناس على التبرع وجمع التبرعات لصالح جميع المؤسسات الخيرية المعتمدة العاملة في المنطقة، وتفعيل دور الصندوق الموحد للجمعيات بالدعاية القوية له عبر كافة الوسائل المتاحة ولاستثمار لصالح الجمعيات، ويتم توزيع الفائض للجمعيات لبناء أوقاف تدر ريعاً ثابتاً لصالح الجمعيات.
وطالب - في هذا الصدد - بأن تزيد وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد من المخصص السنوي لكل جمعية، و أن تتكفل بالرواتب التشغيلية فقط ويبقى الباقي من جهد الجمعيات لبناء أوقاف، وكذلك دراسة أحوال الجمعيات المكتفية مالياً وتركيز الجهد على الجمعيات الصغيرة الناشئة كل عام يتم التركيز على عدد محدد حتى تستغني، كما اقترح فضيلته أن يستفاد من الأوقاف التي لدى بعض الجمعيات، وذلك عن طريق الهبة أو إيجار ميسر لمدة (30) عاما لصالح جمعية صغيرة لكي تبني عليه وقفاً يدر ريعاً ثابتاً لها، وفتح آفاق نظامية ميسرة للاستثمار لصالح الجمعيات وإزالة كافة العقبات التي تواجه ذلك الأمر من قبل الجهات ذات العلاقة.
وعدد الشيخ لويحق بن غنام - في نهاية حديثه - بعضاً من المعوقات التي تواجه الجمعيات ذاكراً منها قلة الدعم الذي يعين بعد الله تعالى لأشياء كثيرة، وقلة الكفاءات الإدارية المدربة، وبعد المسافات بين الحلقات والدور النسائية، وضعف التحفيز المبني على قلة الدعم المادي، مشيراً إلى أن الجمعية تحتضن ألف طالب وطالبة منهم (600) طالبة.