في إحدى الدوائر الحكومية قدمت أوراقي على أحد الموظفين فلما رأى الاسم رفع رأسه إليّ وقال: أنت فلان الذي لك بعض الكتابات في جريدة الجزيرة؟ فقلت: نعم. قال: يا أخي عندي مشكلة أحب أن توصلوا أصواتنا إلى من له الأمر بعد الله - واصل حديثه- وقال: عندي ابن معاق يتنقل عن طريق الكرسي المتحرك (العربة)، أعاني من مشكلة أجدها أمامي كثيراً وهي: عدم وضع مسارات خاصة لمن حاله كحال ابني في الحدائق العامة، ما يجعلني أذهب به إلى البرية ونحوه للترفيه. قلت له وهذه المشكلة توجد أيضاً حتى في بعض المساجد، وبعض المحلات، بل وبعض الدوائر الحكومية. وفي الحقيقة أن هذا الأمر هذه المعاناة لدى فئة من الناس ليست بالقليلة. أعلم أن هناك نظاما من المسؤولين وفقهم الله ينص على توفير ذلك خصوصاً في الأماكن العامة التي يرتادها عامة الناس، ولكن التقصير ربما كان من بعض مؤسسات التنفيذ وكذلك المتابعة، الذي أرجوه وأطالب فيه كغيري: متابعة تطبيق هذا البند من قبل المسؤولين إبراء للذمة واحتسابا للأجر من الله في خدمة هذه الشريحة من الناس الغالية على قلوبنا، وأن يتذكر كل منا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم: أبغوني ضعفاءكم فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم. رواه أحمد عن أبي الدرداء. والأمل بالله ثم بأهل الخير والصلاح ألا يتركوا مجال نفع للبلاد والعباد إلا سلكوه، وخصوصاً ذوي الحاجات الخاصة فمنهم من هم منسيون.