Al Jazirah NewsPaper Friday  03/07/2009 G Issue 13427
الجمعة 10 رجب 1430   العدد  13427
فجر قريب
القلوب الجريحة!
د.خالد بن صالح المنيف

 

خنق الألمُ الحروفَ واستحال الحزنُ إلى خنجرٍ يُمزق الآمال.. فيا حسرة الأرواح البريئة ويا لهفة القلوب الجريحة ويا جذوة النار التي قد أوقدت بين الضلوع.. عبراتٌ فوق ورق.. وأفئدة تحترق, بين النظرة وأختها ضاعت الفرحة.. وبين دخول خاطب وخاطب تخرج ألفُ روحٍ وروح!! ويبقى السؤال هل سنتزوج؟

عدد لاحصر له من الرسائل والاتصالات وردت من الأخوات يشتكين من كثرة تردد الخطاب على رؤيتهن دون أن تحسم الأمور، أقول مستعينا بالله ومؤكداً على أن النظرة الشرعية التي أوصى بها الحبيب صلى الله عليه وسلم تكفل حياة زوجية مستقرة هانئة بإذن الله ولكن ثمة ملاحظات على موضوع الرؤية الشرعية في مجتمعنا حصرتها في تلك النقاط:

1- بعض الشباب قد خالطت الأوهام عقولهم واستوطن الخيال الجامح تفكيرهم فتراهم قد اشترطوا شروطاً صارمة ومواصفات غير واقعية ورسموا صورة ذهنية مبالغا فيها قفزوا بها على الحقيقية وبعضهم بينه وبين الوسامة بعد المشرقين ومع هذا يضع مقاييس عالية!، وليس عيباً أن يُلتمس الجمال ويتُفقد الحسن أبداً ولكن العيب وقاصمة الظهر هي التركيز على ما ظهر من صفات ويهمل الشيء الأهم وهو الدين والخلق!

2 - من الحكمة أن يمهد الخاطب للرؤية وذلك بأن يسأل من يثق في رأيه من قريباته حتى يقرب له الصورة ما أمكن ويختصر له المسافات, فإن وجد ما يناسبه من صفات أقدم وإلا تراجع من البداية.

3 - بعض الشباب ينقصه الذوق واللباقة وحسن التصرف فتجده بعد الرؤية يهرب كأنما رأى شيطاناً رجيماً أو قابل وحشا كاسرا فيجرح مشاعر الفتاة بسوء تصرفه! والواجب أن يعتذر بذوق وبرقيق الكلام وينهي الموضوع بثناء وتطييب خاطر وإحالة أمر عدم الإقدام إلى صفات هو يرغبها وليس نقص في الفتاة!

4 - أقول لأخواتي وبناتي اللواتي مررن بمثل هذه التجارب كم أتفهم مشاعركن وأتعاطف مع قضيتكن وأذكركن بأمر قد غُفل عنه وهو أن الرؤية ليست خاصة بالرجل فقط فهي لكِ أنتِ أيضاً, وأولياء الأمور يتحملون جزءاً من المسؤولية فخطابهم إلى بناتهم يوحي بأن النظرة للشاب فقط! أما هي فتحت رحمة ذوقه وسُلطة مزاجه وهذا خطأ فادح فأنت تملكين الحق في القبول أو الرفض وما كنت في يوم سلعة تُعرض للبيع!

5 - إن الخاطب قد يعزف لسبب أو لآخر فاحذري أختي أن تسلمي مفاتيح مستقبلك المشرق بيد أي شخص واحذري أن تسمحي لكائن من كان أن يقفل نافذة البهجة في حياتك فثقي بنفسك واعتزي بجمالك وشخصيتك وكون الخاطب لم يقدم لا يعني بحال من الأحوال أن ثمة مأخذ عليك, فلربما كان صاحب ذوق متدنٍ!

6- قد يدخل أحدهم ليرى الفتاة بعدما جمع كماً جيداً من المعلومات ومع هذا يجد سداً منيعاً بينه وبين الفتاة ولكنه خجلاً لا يستطيع الاعتذار والنتيجة المتوقعة هي الطلاق فيظلم نفسه ويظلم الفتاة.

7 - يا أختي الكريمة هناك سلاح قوي وعلاج شاف ليكن عدتك ونصيرك وهو الإيمان بالله و أن ما قدر لك هو الخير وأنه بانصراف هذا الرجل عنك فأنك قد حميت ووقيت من شر عظيم فلربما كان فيه من سيئ الصفات ورديء الأخلاق ما لا يطاق ولا يحتمل لذا قري عيناً واستبشري خيراً بما قسم الرحيم لك والأيام حبلى بإذن الله بما يسرك.

ومضة قلم: من يشعر ليس العظيم من يشعر المرء بحضرته أنه صغير ولكن العظيم هو من يشعر الجميع في حضرته بأنهم عظماء.

****



khalids225@hotmail.com

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد