بريدة - غالب السهلي
في الوقت الذي يترقب فيه سكان مدينة بريدة تحويل الساحات الخالية في عدد من أحياء المدينة إلى مسطحات خضراء أو متنزهات وحدائق تكون متنفساً لهم ولأطفالهم، فقد تفاجأوا بأن أضحت هذه الساحات خطراً يهدد صحتهم ويعود على أحيائهم بالمناظر السيئة، ذلك أنها تحولت إلى مستنقعات تنبعث منها الروائح الكريهة وأصبحت منطقة تتكاثر فيها الحشرات الزاحفة والطائرة، فلا يكاد يخلو حي في بريدة من وجود مستنقعات مائية منها ما جففته حرارة الشمس ومنها ما بقي عالة على السكان، ففي حي السالمية وهو أحد أكبر الأمثلة الحية تحولت إحدى الساحات جنوب الحي إلى بحيرة لصرف مياه الأمطار، فكانت بكميات المياه فيها أداة أخرى لتلويث بيئة الحي المتأثرة مسبقاً بأدحنة وغبار مصانع البلوك والخرسانة، في اللحظة التي يفقتد فيها الحي بقعة خضراء تلطف الأجواء، كما أصبحت إحدى الحفر قرب مشروع الطمر القديم بحي الضاحي مستنقعاً يبعث روائح الطمر الكريهة ويهدد ببكتيريا متطايرة حيث يخشى المواطنون أن يكون هناك تسريبات من بقعة الطمر إلى هذه الحفرة وهم يعتبرون امتلاء الحفرة أمراً لا يجب السكوت عنه فهم يرون أن المعاناة من مشروع الطمر يجب أن لا تتكرر حتى لو تغيرت صورها، ويشير المواطنون في هذه الأحياء إلى أنهم يعانون من مستنقعات الأمطار, حيث أصبحت هذه المستنقعات بقعة تصدر الأمراض الفتاكة وذلك بسبب ما تحتضنه من زواحف مميتة كالثعابين, والعقارب, والجرذان, وحشرات تنقل الأمراض مثل النشمانيا, وكلاب ضالة بسبب الفتحات الموجودة في العقم المحيط بالمستنقعات.