الرائد يعسكر في البرتغال.. والاتحاد والنصر في اسبانيا. الهلال في النمسا.. نجران في تونس.. القادسية في الدوحة.. الفتح في الإسكندرية.. الحزم في الأردن.. الشباب والاتفاق والوحدة في أبها.. والأهلي بين الباحة وألمانيا.. هذا هو موسم هجرة الأندية للهروب من محل إقامتهم إلى مكان آخر.. بالطبع تضاربت الأقوال واختلفت الرؤى نحو الوجهة وتاهت بين الحاجة والرغبة.. هناك من يرى ضرورة المعسكرات الداخلية وبعضهم الآخر يتمسك بأهمية المعسكرات الخارجية.
الفريق الأول والمؤيد للداخل يراها من زاوية وطنية بحتة وهو منظور مطلوب بالتأكيد.. بينما ينظر المؤيدون للمعسكرات الخارجية هذه المسألة برؤى مختلفة تماماً قد تتحقق من خلالها الحاجة أو الرغبة.. أحدهما أو كلاهما.. والحقيقة تظهر أن المعسكرات الخارجية تجهز اللاعبين بشكل أفضل لتوفر الامكانات والملاعب والأجواء المناسبة التي تساعد اللاعبين على تقبل جرعات أكبر وأكثر من التمارين، وبالتالي اكتساب لياقة أعلى ليس هذا فحسب، ولكنها أيضاً تكسب اللاعبين مزيدا من الانضباطية سواء في التمارين أو الوجبات الغذائية ولعل توفر الفرق الكروية المختلفة يعني المزيد من المباريات الودية.. ولهذا دور كبير في إعداد اللاعبين بشكل جيد.. ولا يجب أن نغفل الدور الكبير الذي تلعبه الجماهير في الضغط على اللاعبين خلال المعسكرات الداخلية.. وهذا قد لا يساعد على إعداد اللاعبين كما يجب.
يبقى لفترة الإعداد وتوقيت المعسكر دور كبير في نجاحه وباختصار.. تكمن أهمية المعسكر في تأهيل اللاعبين نفسيا وبدنياً بعد موسم طويل وشائك.. ربما وما دمنا في طول الموسم وعرضه والإسطوانة المعروفة بكثافة اللقاءات وما يصاحب ذلك من إرهاق دائم للاعبين وادعاءات لا أول لها ولا آخر.. فقد اطلعت مؤخراً على تقرير إحصائي دقيق نشر في إحدى الزميلات يؤكد أن اللاعب السعودي يؤدي مباريات أقل من أي لاعب في اي دوري آخر.. وبالتالي فإن مقولة الإرهاق المزعومة لن تجدي بعد الآن.
ولو عدنا للمشكلة الأساسية لوجدنا أن اللاعب لا يملك رصيدا كافيا من اللياقة يساعده على تحمل المشاركات المستمرة لفريقه فحسب. ناهيك عن عدم تطبيقه للاحتراف الصحيح الذي يتطلب منه التفرغ التام لناديه لتأدية مختلف أنواع التمارين الصباحية والمسائية.. بدلا من ممارسة اللعب في الحواري غير آبه بما يمكن أن يتعرض له من إصابات وهو ما حدث مؤخراً من بعض اللاعبين الكبار وللأسف الشديد ودون أن يخضعوا لأي عقوبة تذكر.
ناقد رياضي