لا تزال جماهير الرياضية في كل زمان ومكان تواقة إلى الفن الرياضي، تتطلع دائماً إلى الأداء المهاري الرفيع الذي يقدمه نجوم الملاعب في المحافل الرياضية، ما بين العروض الجيدة، والمهارات الجميلة، والإبداع المتواصل، والتي كان لها الدور الريادي في تطور الرياضة عامة، وتحسن نتائج الأندية الرياضية المختلفة، وكان لها الأثر البالغ في تألق الكثير من نجوم الرياضة عامة، وكرة القدم خاصة حتى وصلوا بهذا الفن والإبداع إلى عالم النجومية، وحققوا مجداً رياضياً مشرفاً للوطن، وأمتع هؤلاء النجوم جماهيرهم في المنافسات الرياضية، حتى صارت الجماهير تشيد، وتشدو بما حققه نجوم الملاعب من إنجازات رياضية مشرقة للرياضة السعودية.
ولكن من المؤسف حقا أننا نرى اليوم كثيراً من العوائق التي أعاقت النجوم، وأثرت على إبداعهم وعطائهم، وصارت حائلاً دون استمرار المواهب الرياضية في كافة الملاعب العربية والعالمية، ونرى كثيراً من العقبات التي تؤثر على تألق هؤلاء النجوم، وتقف حجر عثرة في طريق الرياضة وتطورها، ألا وهي الإصابات المختلفة التي تحدث بأسباب اللعب العنيف والمتهور وغير النظيف من بعض اللاعبين، أو وجود الإرهاق، وعدم اللياقة البدنية والجسمية عند البعض الآخر، أو توالي المباريات المحلية أو الخارجية على اللاعبين، والتي بدورها تسبب الإرهاق البدني والعقلي والنفسي، فتؤثر على سلوك اللاعبين، فتحدث الإصابات. نعم إنها الإصابات التي انتشرت في الملاعب الرياضية، واختلفت أنواعها، وتعددت مسمياتها، وأصبح اللاعبون والجماهير الرياضية يعرفون الكثير عن هذه الإصابات ما بين إصابات تمزق الأربطة، وتهتك العضلات والأوتار، وإصابات الركبة، والتواء المفاصل، والتي تستخدم الوثب والقفز مثل مفصل اليد والركبة والذراع، أو إصابات الكسور التي تصيب الكعب والفخذ والأنف ومفصل اليد والأضلاع وأصابع القدم وأصابع اليد. ومن إصابات الملاعب تأتي الجروح التي تصيب منطقة الرأس والذراع والركبة واليد والفخذ والساق، ومن هذه الإصابات الارتجاج الدماغي، وهذا قليل من كثير لا سيما أن بعض الإصابات تكون شديدة، وتحتاج إلى العملية، والتدخل الجراحي، فتكون سبباً في إبعاد اللاعبين عن المباريات والملاعب شهوراً طويلة، فتحرم هذه الإصابات الأندية والرياضة من عطاء هؤلاء اللاعبين وجهودهم، وتؤثر سلباً على المواهب والإبداع الرياضي لديهم، فينعكس ذلك الأثر على الرياضة عامة.
لذلك ينبغي على اللاعبين الرياضيين في كافة أنواع الرياضات المختلفة، أن يكون لديهم الوعي الرياضي الجيد، ويعرفوا آثار الإصابات الناتجة عن الاحتكاك الشديد، واللعب العنيف في الملاعب، أو الانقطاع عن مزاولة التمارين الرياضية، أو عدم التمرين والتسخين قبل المباريات بوقت كاف، ويحاولوا قدر المستطاع أن يبتعدوا عنها، ويحرصوا على اللعب النظيف، ويلعبوا من أجل المتعة الرياضية، وتقديم الأداء الجيد والمستويات المشرفة، ويتخذوا الرياضة حرفة يسيروا على قوانينها، ويتقيدوا بأخلاقها السامية سيرة وسلوكاً بعيداً عن العنف والتهور، حتى يحافظوا على أنفسهم، ويواصلوا التألق والعطاء في مسيرتهم الرياضية، ويقدموا مواهبهم وإبداعاتهم الجيدة التي أمتعت الجماهير، والتي من خلالها حققوا المجد الرياضي والشهرة، وكسبوا حبّ هذه الجماهير الرياضية.
عبدالعزيز السلامة - أوثال