لقاء - محرر الصفحة :
أعرب الإعلامي المعروف الأستاذ الزميل (خلف ملفي) عن ارتياحه التام بعد المشوار الطويل الذي رسمه خلال العقدين الماضيين قبل ترجله بمحض إرادته.. من كرسي القيادة المهنية في صحيفة الشرق الأوسط كمسؤول مباشر عن إدارة التحرير للشؤون الرياضية في الصحيفة الدولية.. وأكد أنه كسب الكثير من المعطيات في مشواره الصحفي وخسر رضاء عائلته.. مشيرا إلى أن الكتاب الكبار يثرون الصحيفة، في الوقت ذاته أصبح الملفي يفرق بين الغث والسمين.. وشدد أنه سيعود إلى معشوقته في الوقت المناسب..
(ملفي) الإعلامي المخضرم خص (الجزيرة) بحوار مختصر إليكم نص اللقاء:
أجواء صحية
* الأستاذ خلف ملفي) جاء إلى الشرق الأوسط ليرسى قواعد الإبداع المهني والتألق الصحفي في ملحق الصحيفة الدولية، كيف وجدت الأجواء العملية في الواحة الإعلامية الخضراء بعد تسلمك سدة القيادة الرياضة في هذه المطبوعة؟
- أتمنى أن أكون قد وفقت في مهمتي ضمن منظومة (جريدة العرب الدولية)، أما الأجواء فهي كما في مختلف مطبوعات الشركة السعودية للأبحاث والنشر تساعد على الإبداع من خلال (الاستقلالية) والحرص على (المهنية) و(المصداقية) وكذلك (الصلاحيات) التي تمتعت بها ن منطلق ثقة المسؤولين بقيادة ودعم الأمير فيصل بن سلمان.
بوابة النجاح
استقطبت كتابا كبارا منحوا الملحق صبغة إبداعية جذبت الأنظار إلى الملحق الرياضي هل كانت منهجيتك المهنية منطلقة من أن بوادر النجاح الأولى هي تدعيم الملحق بكبار الكتاب حتى تقود القسم للمنافسة مع الصحف الأخرى؟ أم ماذا؟
- أعتز بهذه الشهادة التي تضمنها سؤالك، والأكيد أن الكتاب عامل مهم من أسس النجاح في الصحافة, وكان لابد من تدعيم عمل القسم الرياضي بكتاب على قدر كبير من الكفاءة والخبرة وتحمل مسؤولية النقد الذي من شأنه الرقي بالرياضة وتشخيص واقعها والعمل على إصلاح أخطاءها وإبراز نجاحاتها.
أهمية العمل الجماعي
* معظم الإعلاميين والرياضيين يتفقون على أن (خلف) المدرسة الإعلامية الراقية منحت ملحق الشرق الأوسط وثبة نوعية في السبق الصحفي والأخبار المتنوعة فضلا عن المصداقية التي تعتمد على المصادر والعلاقات الواسعة، ماذا يعني لك ذلك؟
- الحمد لله العلي القدير على توفيقه، متمنياً أن أكون دائماً عند حسن ثقة هؤلاء الزملاء الأعزاء، وأن أكون وفقت في تحقيق ما أوكل إلي من مهام وحققت أهداف وطموحات المسؤولين في الشركة السعودية للأبحاث والنشر.. وأثمن لرئيس التحرير الأستاذ طارق الحميد تعامله وثقته ولكن يجب ألا ننسى الزملاء الميدانيين الذين يجرون وراء الأخبار ويحرصون على تقديم الجديد وما ينسجم مع سياسة التحرير، بالإضافة إلى الزملاء في مختلف الأقسام (التحرير، السكرتارية، الإخراج، التنفيذ، التصحيح، الأرشيف) وكذلك (القراء) فهم سند قوي في تقديم الأفضل.
ثقة فيصل
* كيف تقيم تجربتك المهنية في الصحيفة الدولية.. وماذا أكسبتك هذه التجربة القيادية وأنت تغادر موقعك بمحض إرادتك، وهل فعلاً قدمت ما كنت تتمناه في الصحيفة الخضراء؟
- أولا: أثمن للأمير فيصل بن سلمان ثقته الكبيرة ودعمه اللامحدود، ثانيا: أشكر وأقدر باعتزاز رؤساء التحرير أساتذتي الكرام (محمد التونسي، عبدالوهاب الفايز، وطارق الحميد) الذين عملت تحت قيادتهم في (الاقتصادية) و(الشرق الأوسط) حيث منحوني الصلاحيات مطلقة بثقة كبيرة وتأييد قوي أما (الصحيفة الدولية) فكانت تتويجا لمشوار أفخر به في الشركة السعودية للأبحاث والنشر منذ عام 1988م صحافي ميداني في (الرياضية).
والحقيقة أنني مهما عددت مكاسبي فلن أحصيها وهي لا تقدر بثمن ولاسيما العلاقات والصداقات والاحترام أينما حللت، أما الأمنيات فلا حد لها وهناك الكثير.. الكثير.. فالحياة تتجدد ولا تقف عند أمنية أو عشر أو ألف أو مليون.
* تضاربت الأقوال وكثر الحديث حول ابتعاد الأستاذ الكبير (خلقا وأدبا ونزاهة ومهنيا) خلف ملفي عن موقعه كمسؤول عن الشؤون الرياضية في الصحيفة هل استقلت أم سياسة التجديد فرضت القرار أما ماذا؟
- كل ما في الأمر أن إعارتي من جهة عملي الرسمية (مؤسسة النقد) انتهت في سنتها الرابعة، وفضلت أن يكون الشهر الأخير إجازتي السنوية من الجريدة كي أهيئ نفسي للعودة إلى عملي في مؤسسة النقد، وقد تجاوب المسؤولون في الشركة، وللتوضيح أكثر فقد نشر خبر عن مغادرتي في (الشرق الأوسط) يوم السبت 30-5- 2009م والمؤسف أن بعض الصحف الإلكترونية (لفقت) و(ألفت) قصصا من خيال بعض منسوبيها، حتى أنها نقلت ما ذكرته في برنامج (مساء الرياضية) محرفاً وقولتني ما لم أقله البتة، وفي المقابل هناك مواقع أخرى كانت اجتهاداتها صائبة رغم أنني للمرة الأولى أعرف عنها، وبالمناسبة لست من مرتادي الانترنت كثيراً، لكنني حرصت على تقصي كل ما كتب من خلال محرك البحث، وعموماً أحب أن اشكر الجميع فقد توصلت إلى حقائق منيرة من خلال ردود الفعل، ومن هذا المنبر أقول أنني سامحت من افتروا علي.
20 عاما كفاية..!!
* هل سنشاهد المدرسة الإعلامية (خلف ملفي) في موقع آخر قريباً أم سيتجه إلى عالم الفضاء والإعلام المرئي أم ماذا؟
- أجدد لك أخي العزيز الشكر والتقدير على ما خصصتني به بما لا أستحقه، فأنا جزء من منظومة عملن وسأبقى محباً ومخلصاً لمهنتي التي لها أفضال علي.. لكنني الآن أعيش فترة راحة تمتد إلى الشهرين بعد ركض على مدى نحو العشرين عاما في ميدان الصحافة.. وليس لي وجهة محددة أو توجه ما.. حتى أنني اعتذرت لزملاء عن عدم الخوض في أية مفاوضات إلى أجل غير مسمى.
سلوكيات مرفوضة
* كيف ترى واقع الإعلام الرياضي الحالي في ظل ما ينشر من ممارسات غير حضارية وتجاوزات خطيرة.. لا تتماشى مع قيم وأخلاقيات الإعلام كمنهج تربوي وانعكاسها على ثقافة المجتمع.. وما هي أبرز الطرق والوسائل والقنوات التي من خلالها يمكن القضاء على هذه السلوكيات المرفوضة وإيجاد إعلام رياضي راقي يخدم الحركة الرياضية بكل مهنية ومصداقية؟
- هذه الممارسات والسلوكيات (محدودة) لكن لا يخفى عليك ولا على القارئ العزيز أن (الرديء) يأخذ حيزاً رغم أن المتلقي والمراقب والناصح والموجه والعاقل بل حتى المحدود جداً في علمه وفكره.. جميعهم يعون أن ما تشير إليه في سؤالك رديء وأحياناً ساقط ومخجل بحق المجتمع.. ويدركون جيداً خطره!! أما الحلول فلا أحد يستطيع أن يفعل شيئاً على أرض الواقع ستسمع إلى ما لا نهاية لكن دون نتيجة.. وعموماً، سؤالك يستحق أن يكون مشروعاً لمحاضرة أو ورشة عمل، عل وعسى أن يرعوي البعض.. والله الهادي إلى سواء السبيل.
كلمة أخيرة
شكر خاص جداً للأخ العزيز الأستاذ محمد العبدي وللزملاء الأعزاء الكتاب في (الجزيرة) على ما شرفوني به من أوسمة في مقالاتهم، فقد أشعروني بقيمة الصحافة، وحقيقة الصداقة والزمالة.. هذا (تكريم) خاص أفخر وأعتز به وبالمناسبة.. أهنئك أخي خالد على ما تقدمه من عمل مميز في صفحتك الأسبوعية، وأبتهل للرب عز وجل أن يوفقك ويسدد خطاك.