حينما أقرأ تذمر ومعاناة أهالي منطقة الحدود الشمالية من عدم توفر منشآت رياضية، ومناشدتهم أمير الرياضة والشباب سلطان بن فهد كي يتدخل لإنهاء تأخر تنفيذ المدينة الرياضية بمدينة عرعر التي اعتمدها سموه ووضع حجر أساسها قبل أربع سنوات، والوضع نفسه يسري على منشآت نادي الطائي..أتذكر على الفور ما يجري في مدينة حائل والتي يبدو أنها أصيبت منذ سنوات بمرض عضال اسمه (تعثر المشاريع)..

تخيلوا جسور يفترض أنها عملاقة بحسب اعتماداتها وتصاميمها وموقعها، لا يزيد عدد العمال القائمين على تنفيذ أحدها سوى اثنين أو ثلاثة في أفضل الأحوال، مشروع الصرف الصحي بدأ قبل عشر سنوات ومازالت حفرياته المؤذية ومعداته المتهرئة ومطباته المزعجة لم تغادر حي صديان، وربما يحتاج لثلاثين أو أربعين سنة قادمة لاستكمال بقية أحياء المدينة القائمة حاليا، هذا إذا لم يضطر المقاول في هذه الأثناء إلى استبدال تمديدات الشبكة لانتهاء عمرها الافتراضي قبل استخدامها، وعن المشاريع الصحية وهيئة التطوير وفضائح الأمانة وخدمات الاتصالات والأحوال المدنية ومخرجات التعليم العام حدث ولا حرج..

هنا وهناك وفي جميع المشاريع، الدولة لم تقصر في الاهتمام والدعم والرعاية من أجل تنمية الوطن ورفاهية المواطن، لكن المشكلة تكمن في غياب دور المتابعة والمحاسبة من قبل المسئولين والجهات المباشرة في المنطقة والوزارات المعنية، وبسبب الإهمال والعراقيل والتعطيل سنخسر المال والجهد والبناء والحاضر والمستقبل..

ليه الإحراج؟!

ماذا يعني لكم احتكار نادي الهلال ولسنوات عديدة صدارة وقمة البطولات المحلية للألعاب وبفارق كبير عن أقرب منافسيه؟ أين بقية الأندية وبالذات الكبيرة والجماهيرية منها؟ ألا تكفي مثل هذه الإحصاءات والتقارير الموثقة بالأرقام التي تنفرد (الجزيرة) بنشرها موسميا بجهد لافت من الزميل النشط عبدا لله المالكي للرد على الغارقين في آفة الوهم وعقدة التشكيك بإنجازات ونجاحات الآخرين؟

إن من معوقات التطور وأسباب التأخر يبرز جانب سوء التقييم وفوضى المعايير، والاستسلام للمكابرة وللغة التهويل والضجيج كما نرى ونسمع حاليا، فيتعمد بعضهم التستر على الأخطاء والإخفاقات باستخدام صخب الكلام الفارغ والضجيج المتواصل الخالي من أية حقائق دامغة ومقنعة يمكن الاعتماد عليها في القياس والقراءة وبالتالي إمكانية المعالجة..

المسألة أكبر من كونها آراء ووجهات نظر قابلة للاختلاف وإنما تتعداها إلى حيث الرفض لأمر واقع ولوضع قائم مثبت بالحقائق والأرقام، مثلما يتردد دائما وقت البطولات، أو كما حدث بعد نتيجة دراسة (زغبي) العالمية، وهنا يتضح أننا أمام أزمة فكر وقصور في ثقافة التعامل مع الوقائع كما هي، وليس كما نحلم ونتخيل.. من لا يجيد قراءة وفهم لغة الأرقام، ولا يدرك معنى وقيمة وأهمية الاعتراف بها سيضع نفسه دائما في مأزق الجهل والعناد والمكابرة..

التعميم الكارثة

كلما بدأنا خطوة جديدة، أو زاد حماسنا وكبرت أحلامنا أملاً في التغيير والمزيد من التطوير.. جاء قرار ارتجالي أو تصرف فوضوي من هذه الجهة أو تلك ليعيدنا إلى نقطة الصفر، وإلى حيث الدخول في دوامة من المشكلات المعقدة المتنامية المعيقة، والتي تؤكد صحة ما ذكرته الأسبوع الماضي عن إننا (بأيدينا نصنع أزماتنا)، وخصوصا فيما يتعلق بالاحتراف اسماً وفكراً وأسلوبا وتطبيقاً وإدارة، في الأندية والمنتخبات واللجان..

قبل أيام وفي خضم الحديث عن إفرازات وأسباب وظروف صدمة كوريا الشمالية، وأهمية الخروج منها بقرارات تساعد على احتواء ما حدث، وإيجاد حلول واتخاذ خطوات إجرائية وتنظيمية كتب الزميل فرحان الجار الله خبرا يشير إلى صدور تعميم غريب من أمانة اتحاد الكرة يلزم مجالس إدارات الأندية بدفع رواتب وكامل مستحقات المدربين من جيوبهم الخاصة ودون تحميل ميزانية النادي أو الرئاسة أية أعباء مالية، وصراحة رغم صدوره ونشره وعدم نفيه مازلت غير مصدق بما جاء فيه، لأنه ببساطة يتعارض مع العقل قبل أن يخالف المفاهيم واللوائح والأنظمة الرسمية للدولة، وكذلك الاحتراف ولخطط ومبادئ الخصخصة، إضافة إلى أنه يدفع الكثيرين إلى العزوف وعدم الانخراط في العمل الإداري التطوعي للأندية، في وقت نطالب فيه بتطبيق نظام الاحتراف لجميع أو بعض إداريي الأندية..

كأني بتعميم الأمين يقول: (يا إداريو الأندية خذوا القروض وأنفقوا جميع ما لديكم من أموال وعتاد ومدخرات على أحبائكم مدربي أنديتكم، و اتركوا أولادكم يذبحهم الجوع ويدمرهم الفقر)، خوش تحفيز ودعم وتشجيع..

***

* يستاهل الأهلي النادي الراقي التكريم التاريخي من خادم الحرمين الشريفين، ولقب (سفير الوطن) أهم وأغلى وأكبر من كل الألقاب..

* وجائزة التفوق الرياضي مبادرة ملكية كريمة، وخطوة رياضية حضارية رائعة لتثمين وتقدير الأندية المتميزة..

* محظوظ نادي الهلال بوجود رجل بوعي وفكر وعقل وذكاء ورقي الأمير البارع عبدالله بن مساعد..

* من حق المدربين أن يتلاعبوا بأنديتنا مثلما تتلاعب بهم!

* جاهل أو يتجاهل من يرى أن النصر لم يخسر المدرب الداهية (باوزا)..

* كما أن الحكم على نجاح أو فشل المدرب القادم ديسلفا يعد مبكرا

* استقالة الدكتور عبدالله البرقان خسارة فادحة للهلال وللكرة السعودية، ويبقى السؤال المهم: لماذا استقال وفي هذا الوقت تحديدا؟!!

* قياسا بالقيمة المعقولة للصفقة فإن انضمام الكابتن حسين عبد الغني للنصر مكسب معنوي وجماهيري وإعلامي أكثر من كونه فنيا..

* للأسف الشديد أن ما يجري في الاتفاق دليل على أن (نادي الناس) أصبح في مهب الريح!!

* أمر عادي بنظرهم أن يتمرد احمد الموسى على ناديه الوحدة والمرتبط معه بعقد احتراف ما زال ساريا!

* أندية تشتكي من الفقر وقلة الموارد المادية ومع هذا تقيم معسكرا خارجيا بمئات الآلاف، ضرره أكثر من نفعه!