الدمام - سامي اليوسف :
حذر المحلل والكاتب الاقتصادي المعروف راشد الفوزان من مغبة حدوث كساد رياضي يخيم على أجواء كرة القدم السعودية ويؤثر عليها سلبا بخاصة فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين وقيمتهم في بورصة الاحتراف وتنقلات اللاعبين وبقاء المواهب الكروية حبيسة أندية الظل.
وذهب الفوزان إلى أبعد من ذلك حينما قال: قد تشهر بعض الأندية الكبيرة افلاسها في حال انسحاب شركتي موبايلي والاتصالات من رعاية الأندية السعودية في دوري المحترفين مما يخل بوفاء الأندية بالتزاماتها المالية بالعقود التي أبرمتها لسنوات عدة قادمة.
وعلق الاقتصادي الخبير راشد الفوزان على قرار شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) بتعليق الدفعات المالية لنادي الهلال من بداية هذا الموسم وذلك للمستجدات التي طرأت بعد توقيع هيئة دوري المحترفين مع شركة زين لرعاية دوري المحترفين السعودي والتي رأت موبايلي فيها تنقيص من حقوقها الحصرية والتي على أساسها تم إبرام عقد الشراكة مع نادي الهلال بقوله:
إن توقيع شركة زين عقدا لرعاية الدوري السعودي وفرضية وضع شعار زين (حتى ضمن شعار هيئة دوري المحترفين) يعتبر كسرا لحصرية الشركات الراعية للأندية سواء الهلال أو غيره باعتبار أن الراعي للأندية هي شركة بنفس التخصص والمجال التجاري وهو الاتصالات، في حين لو كانت الرعاية لشركة أخرى في مجال مختلف مثل بنك أو غيره قد يقبل به، وهذا على فرضية قبول دخول أي راع يكسر حصرية الشركات الراعية للأندية.
اختلاف السعر
ويضيف الفوزان: بهذا تكون موبايلي أو حتى الاتصالات ليس راعيا حصريا، وبهذا يكون السعر مختلف، فالهلال وقع مقابل 70 مليون تقريبا سنويا كراعي حصري ولكن - وهذه أضعها بين قوسين - بدون زين كراعي بشعارات الأندية وغيره تعتبر الحصرية غير متوفرة ومكتملة الشروط.
موبايلي وشركة الاتصالات برأيي تمتلكان إدارة قانونية ومحامين وهم حريصون، ولن يتخذوا قرارا وقف الدفع المقرر للأندية إلا بمبررات قانونية تسمح لهم بذلك وتشرع لهم، ورغم أن رعاية دوري المحترفين السعودي ورعاية الدوري غير واضحة، ولكن الشركات الراعية للأندية بالتأكيد حمت نفسها بالحصرية.
ضبابية وعدم وضوح
ويشير المحلل الاقتصادي إلى ان الأنظمة والقوانين الخاصة بالرعاية متداخلة وغير واضحة، وإلا لما وقفت الشركات الراعية موقفا حازما، وقد تتوقف عن الدفع حتى تتضح الصورة، والصورة يبدو أنها ستتعارض بين الحصرية للأندية للشركات الراعية وبين قرار هيئة دوري المحترفين الذي قرر من خلالها منح شركة زين رعاية دوري المحترفين السعودي.
(اعتقد أن القرار أي رعاية زين سيؤثر كثيرا على رعاية شركة موبايلي والاتصالات وسعر الرعاية للأندية، فقد تنخفض القيمة المادية أو تلغى عقود الرعاية للأندية، فالشركات الراعية بموقف اقوى من الأندية، فالأندية هي من يحتاج الشركات الراعية وليس العكس، لأن خيارات الشركات متعددة وكثيرة، وهي لن تنفق ريالا واحدا بدون عائد مقابله يوازي خمسة أو عشرة ريالات).
وطالب راشد الفوزان أن توضح أنظمة وقوانين الرعاية بشفافية ووضوح أكبر يبعد عنها حالة الغموض القائمة، وأن تعرف الشركات الرعاية ما لها وعليها، وأن تحترم العقود القائمة حتى تنتهي ثم يقرر أي مستجدات حول ذلك.
عواقب وخيمة
وحذر المحلل والخبير الاقتصادي راشد الفوزان من مساوئ الانسحاب من موبايلي والاتصالات بقوله: (سنجد كسادا رياضيا وانخفاضا بما يؤثر على الرياضة السعودية من حيث تنقلات اللاعبين وبالتالي بقاء المواهب والمميزين بأندية صغيرة، وسيكون أيضا تبعات ذلك كبيرة لدرجة الإفلاس للأندية التي لديها التزامات مالية كبيرة بخاصة لمن وقع عقودا لسنوات قادمة).
واختتم الفوزان حديثه ل(الجزيرة) بطرح تساؤلات عدة مهمة: لكن السؤال لماذا كل ذلك.؟ فهل الشركات الراعية لا تعرف ما لها وما عليها من حقوق؟ أم أنها لم تفهم الأنظمة واللوائح؟ أم أن هيئة دوري المحترفين لديها عدم وضوح للحصرية أو ما يتبعها... نحتاج توضيحات كثيرة قبل أن نحكم على أي شيء..
موقف الهلال
وكان نادي الهلال قد أعلن موقفه من قرارشركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) بتعليق الدفعات المالية للنادي من بداية هذا الموسم وذلك للمستجدات التي طرأت بعد توقيع هيئة دوري المحترفين مع شركة زين لرعاية دوري المحترفين السعودي والتي رأت موبايلي فيها تنقيص من حقوقها الحصرية والتي على أساسها تم إبرام عقد الشراكة مع نادي الهلال وذلك عبر بيان رسمي - حصلت (الجزيرة) على نسخة منه- أوضحت الإدارة من خلاله أن هذا الأمر يجعل النادي غير قادر على الوفاء بالتزاماته تجاه لاعبيه ومنسوبيه وتعاقداته ومصاريفه ومنشآته، حيث إن الإدارة وضعت خططها في التزاماتها على الدخل الذي يأتي من عقد الشراكة مع موبايلي والذي يمثل نسبة تفوق 50% من موارد النادي بالإضافة لما يتكفل به سمو رئيس النادي مع دعم بعض أعضاء الشرف، ومما لاشك فيه أن هذا الأمر سيسبب أزمة مالية حادة بكل المقاييس للنادي تجاه تعاقداته والتزاماته.
وناشد رئيس مجلس إدارة نادي الهلال صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد إيجاد حل لهذا الموضوع، ولا سيما أن إدارة الاستثمار وخصخصة الأندية قد أقرت وصدقت على عقد الهلال مع موبايلي واطلعت على بنوده، وإدارة النادي كلها أمل في سمو الرئيس العام وسمو نائبه في الحفاظ على مصالح الأندية واستثماراتها، وإذا لم يتم حل لهذا الموضوع سيتعرض النادي لمشاكل مادية وقانونية يصعب التعامل معها.
وكانت هيئة دوري المحترفين السعودي لكرة القدم قد عقدت مساء أمس اجتماعا لها مع شركة الاتصالات لتوضيح موقف الهيئة من التوقيع مع شركة زين للاتصالات وستعقد اليوم اجتماعا مماثلا مع شركة اتحاد الاتصالات (موبايلي) للغرض ذاته.
في حين أكد محمد النويصر المدير التنفيذي لهيئة دوري المحترفين السعودي أن صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل رئيس هيئة دوري المحترفين قد وجه بعقد اجتماعات مع الشركتين لمناقشة ملاحظاتها والاستيضاح منها حول كل ما يتعلق بجوانب رعايتها لأندية دوري زين السعودي والحرص التام على حفظ حقوقهما التجارية...
وقال النويصر أحب أن أشيد بدور الشركتين المتميز في مجال الاستثمار الرياضي وأن أؤكد أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ممثلة بإدارة الاستثمار والخصخصة كفيلة بحفظ حقوق جميع الهيئات والشركات التي لديها عقود استثمارية.