التعليق الأفضل الذي يظهر به المراقب السياسي لزيارات المسؤولين الإسرائيليين للقاهرة.. كلمة واحدة، لا جديد..!!، فالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريس، وقبله وزير الحرب باراك، وقبلهما رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، يرددون نفس الكلمات، ويعكسون نفس المواقف.
* يهودية إسرائيل.
* بقاء المستوطنات.
* الموافقة على إقامة الدولتين، بحيث تكون دولة فلسطينية دولة علم.. ونشيد، بلا حدود ولا سيادة، ولا جيش، ولا يسمح للاجئين بالعودة إلى ديارهم.
*سكوت عن الجدار العنصري.. وصمت عن تقسيم الفلسطينيين إلى كونتينات.. ولا أحد يتحدث عن محاصرة القدس بالمستوطنات وتهويدها بالاستيلاء على بيوت المقدسيين الفلسطينيين وطردهم من مدينتهم، سواء بهدم المنازل أو بالاستيلاء عليها بحجة الشراء المزور أو البناء بدون رخص..
وهكذا.. تُلتهم القدس الشرقية دون أن يأتي ذكرها في زيارات كبار المسؤولين الإسرائيليين التي لا يهدفون منها إلا إلى تحقيق مصالح تخدم الشأن الإسرائيلي وتعزز بقاء حكومة نتانياهو؛ فزيارات بيريس وباراك ونتانياهو هدفها البحث عن طريقة تخرج الجندي شاليط من الحجز الذي يقيم فيه بعد أن أسرته حركة حماس..!!
عندهم شاليط أهم من السلام الذي يدَّعون أنهم يسعون إليه، فالسلام -إذا كانوا جادين- لا يتجاهل الأساسيات، كما يفعل الإسرائيليون في زياراتهم ومباحثاتهم؛ سواء في القاهرة أو واشنطن وحتى باريس، ففي كل هذه المحطات لم يتم التطرق إلى مصير القدس، وعندما يواجه المفاوضون الآخرون الإسرائيليين بالحديث عن المستوطنات، وأن إصرار الإسرائيليين على إبقاء هذه المستوطنات فضلاً عن استمرارهم بإنشائها وتوسيع القائم منها بحجة التماشي مع النمو السكاني يهرب الإسرائيليون عن الموضوعات الأساسية، ويلجئون إلى تفرعات لا تخدم السلام، ولا تؤدي إلا إلى إطالة المفاوضات وجعلها بلا معنى، مثل زياراتهم التي أصبحت محرجة للدول والقادة الذين يقصدونهم.. فالإسرائيليون يأتون ويذهبون ولا يضيفون شيئاً، فقط، يشغلون من يزورونهم ويأخذون من وقتهم دون أن يفتحوا طريقاً للسلام.. حتى ولو بنافذة..!!
jaser@al-jazirah.com.sa