«الجزيرة»- عبدالعزيز العنقري:
دعا رئيس مركز الدراسات الآسيوية بالمعهد الدبلوماسي السعودي إلى فك ارتباط الريال بالدولار الأمريكي وربطه بسلة من العملات مع الأخذ بالاعتبار الأوزان المحددة لهذه العملات, وقال رئيس المركز د.رجا البقمي ل(الجزيرة): إن هذه الخطوة ستزيد من استقطاب الاستثمارات للمملكة. وأكد أن استمرار انخفاض الدولار صار واقعاً حتمياً الأمر الذي سيؤدي إلى ارتفاع مستويات التضخم وتكلفة الاستثمار في المملكة. ويرى د.البقمي أن الصين تنظر للضعف الحالي في الاقتصاد الأمريكي كفرصة ذهبية للتخلص من سيادة الدولار, وهذا ما يفسر ضغوطها المتزايدة في الآونة الأخيرة لإيجاد بديل للدولار كعملة احتياطية عالمية ومطالبتها بمناقشة ذلك خلال اجتماع قمة الثماني الكبار التي ستعقد في إيطاليا اليوم.
وأضاف: ما يميز التحرك الحالي للصين أنه مدعوم بدور حكومي وهو ما قد يعجل بتحقيق هذا الأمر. أما التحرك على صعيد المؤسسات الاقتصادية الصينية فقد بدأ منذ سنوات, فأحد أكبر البنوك الصينية يعتمد اليوان الصيني في الإقراض وفي معاملات الاستيراد والتصدير. وأشار د.البقمي أنه بالرغم من أن العملة الأمريكية تشكل 70% من احيتاطيات النقد الأجنبي الصينية البالغة (2000) مليار دولار, وأن السوق الأمريكي سوق رئيس للصادرات الصينية, فإن ذلك لا يتعارض - كما يعتقد البعض - مع مطالبة الصين لإيجاد بدائل للدولار من الناحية الإستراتيجية؛ فالصين وفقاً للبقمي تعوِّل على اقتصادها أو استهلاكها العائلي الذي بات يشكل 30% من الناتج المحلي الإجمالي ومتوقع له أن يرتفع إلى 40% في السنوات القادمة, مدعوماً بعدد سكان هائل يقارب ملياراً ونصف المليار, وتوسع في الطبقة الوسطى, وهذا سيرفع من الاعتماد على الطلب المحلي ويخفف من اعتماد الصين على الصادرات. إضافة إلى أن الولايات المتحدة تدنت حصتها من الإنتاج العالمي من 27% قبل عشر سنوات إلى 19% حاليا, ويقابلها ارتفاع مستمر في حصة الدول النامية وعلى رأسها دول البرك (روسيا - البرازيل - الهند).
و يعتقد د.البقمي أن الصين ومن خلفها دول البرك ترى بإيجاد بديل للدولار كعملة احتياطية عالمية, هو فرصة لتخفيف تأثير الاقتصاد الأمريكي على الاقتصاد العالمي وخلق نوع من التوازن يصب في صالح اقتصاديات العالم وخصوصاً الدول الناشئة.
وأضاف أنه قد لا يكون هناك بديل للدولار كعملة عالمية رئيسة في المدى المنظور, بسبب معارضة الولايات المتحدة واليابان وبريطانيا لهذا الأمر؛ فمستشار الأمن القومي الأمريكي أكد أن أفول نجم الدولار سيضر بالاقتصاد الأمريكي، مذكراً بما حدث للاقتصاد البريطاني من تراجعه عن الريادة العالمية بعد الحرب العالمية الثانية بسبب فقدان الجنيه الإسترليني لمكانته الأولى عالمياً.
ويبدو أن الحرب الصينية على الدولار الأمريكي قد أخذت منحى تصاعدياً لا رجعة فيه خصوصاً مع الإعلان الأخير لثلاث شركات صينية على أنها ستتعامل باليوان الصيني بدلاً من الدولار وفي هذا رسالة ذات مغزى لأنها تأتي قبل يوم واحد من انعقاد قمة الثماني الكبار في إيطاليا.