كلُّ إحصاءٍ جديد في عالم التدخين يؤكد أنه داء خطير يستشري في غفلةٍ من الناس.
|
من أربعة إلى خمسة ملايين مدخِّن في بلادنا، ويقارب عدد السجاير المستهلكة سنوياً عشرة مليارات سيجارة بقيمة إجمالية تصل إلى ثمانية مليارات من الريالات، أيُّ عددٍ هائلٍ تُقدِّمه لنا هذه الإحصائيات؟ وكيف تظل حملات التحذير وبرامج الوقاية، ونشاطات التوعية الدينية ضعيفةً أمام هذه الحقيقة المزعجة؟ ولماذا يتضاءل دور الأسرة أمام ظاهرة التدخين التي انتشرت في صفوف الصغار من أبناء وبنات المجتمع؟
|
نسبة 90% ممن يتورطون في التدخين يدمنون عليه، وهذه النسبة تؤكد أننا أمام داءٍ خطير يجب أن يُكافح مكافحة جادَّةً قوية تتناسب مع حجم الخطر الذي ينتج عنه.
|
نسبة كبيرة ممن يتورطون في (المخدرات) و (المسكرات)، يكون التدخين هو البوَّابة المشؤومة التي تدخلهم إلى ذلك العالم المظلم المخيف...
|
بعض الشباب تراه نَضِراً كالزهرة، مشرقاً، مستقرَّ النفس مرتاح الضمير، ثم تُفاجأ به وقد بدا عليه الذبول، وتحوَّل وجهه من الإشراق إلى الإعتام، وأصبح القلق سمةً من سماته، وصار الانعزال والبُعد عن المجالس التي كان يألفها منهجه في الحياة، وتسأل عن السبب، فلا تجد غير آفة التدخين سبباً واضحاً لهذه السيِّئة.
|
إهدارٌ حقيقي لطاقات بشرية، ولثروات مادية طائلة من أجل هذه الآفة التي تؤكد الدراسات الصحية أنها سبب مباشر في الإصابة بالسرطان وغيره من الأمراض المتعلقة بالكبد والرئة والقلب والجهاز التنفسي، وتؤكد الدراسات النفسية أنها سبب مباشر في حدوث اضطرابات نفسية وقلق عند كثير من المتورطين فيها، كما تؤكد الدراسات الاجتماعية أنَّ آفة التدخين سبب في كثير من مظاهر العزلة عن الأهل، والالتصاق برفقاء السوء الذين يُشكِّلون خطراً كبيراً على سلوك وأخلاق من يتورط في التدخين من أبنائنا وبناتنا.
|
هنالك برامج لمكافحة التدخين، وحملات للتوعية بخطورته، لكنها لا تزال قاصرة أمام طوفانه الجارف، خصوصاً أنه يستشري بصورة مزعجة بين طلاب وطالبات المدارس على اختلاف مستوياتها.
|
المنزل، والحي، والمسجد، والمدرسة، ووزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، ووزارة الشؤون الإسلامية وجمعيات مكافحة التدخين والمخدرات والتجَّار.. كل هذه الجهات مسؤولة عن مكافحة التدخين، والتوعية الشاملة بخطورته على النفس والمجتمع، ولعلَّ ما يدور من آراء حول منع استيراد هذا الداء الفتَّاك تجارياً يتحقق في وقت قريب، فمن حق أبنائنا وبناتنا علينا أن نمنع عنهم كلَّ ما يبعدهم عن حياتهم الحرة الكريمة النظيفة، البعيدة عن أغراض المروِّجين الذين لا يهمهم إلا الكسب المادي مهما كان مصدره.
|
|
َخيالٌ ما أرى من حالِ قومي |
في زماني، ليته كان خَيالاَ |
|