Al Jazirah NewsPaper Wednesday  08/07/2009 G Issue 13432
الاربعاء 15 رجب 1430   العدد  13432
نهارات أخرى
حتي لا يُطلَق على السجينات رصاص الأهل !!
فاطمة العتيبي

 

حادثة قتل الأخ شقيقتيه، بعد خروجهما من دار رعاية الفتيات وبعد استلام والده لأختيه، رمياً بالرصاص والتي نشرتها الجزيرة يوم أمس لا شك هي حادثة تجعلنا نتوقف كثيراً عند مصير السجينة بعد انتهاء محكوميتها، وكيف تعيش وسط أسرتها، وكيف تُعامل، وهل تنتقل من سجن إلى سجن أشد وأغلظ قضباناً؟ هذا، إذا كتب الله لها أن تعيش وسط عائلتها!

** لا أشك أبداً في وجود جهود وسعي من قبل وزارة الداخلية لتوفير بيئة آمنة لكل مواطن ومواطنة سواء في السجن أو خارجه.

لكننا أمام خارطة اجتماعية متشابكة تحمل إرثاً باهظاً من ثقافة تعظيم خطأ المرأة وجعله عاراً لابد من غسله بالدم مهما طال الزمن، ومهما انقضت مدة السجن، ولدينا إرث كبير من النظرة التي لا تقبل توبة المرأة وعودتها إلى طريق الصواب، وإن لم يخل المجتمع من النظر للرجل بذات النظرة إلا أن التأمل في الموروث الشفاهي للأمثلة الشعبية التي تجعل من عيب الرجل يكمن في جيبه ونغفر له غير ذلك.. ويعظم خطأ المرأة؛ فهي مثل الثوب الأبيض تدنسه أدنى شائبة!

** من هنا، فالمرأة تحتاج إلى مجهود أكبر في إيجاد ضمانات الأمن الأسري لها بعد انتهاء فترة سجنها أو حتى أثناء وجودها في السجن؛ فقد تمتد لها صنوف الأذى من ذويها حتى داخل السجن!

** أجزم بأن العمل على برامج تأهيلية نفسية وإرشادية اجتماعية تقوم على التأصيل الديني الذي يجد صدى واستجابة سريعة لدى جميع الشرائح من منطلق أن الله سبحانه يغفر الذنوب ويحب التوابين، وإذا كان الله في عليائه وملكوته العظيم يغفر للعبد إذا صدق في توبته، فكيف بنا نحن البشر.. أليس أولى أن يغفر بعضنا لبعض؟!.

** برنامج تأهيل الأسرة لاستقبال المرأة السجينة وقبول وجودها مجدداً في الأسرة ومساعدتها للعودة إلى الحياة الفاضلة النقية مسؤولية لابد أن نشارك معاً في إطلاقها وتطويرها ونشر ثقافتها والاستفادة من الخبرات ومجالات التطوع الواسعة في هذا المجال، ومساندة الأسر في مشكلاتها ودعمها المعنوي في تقبل مصائب الدنيا ومزالقها، والسعي للخروج منها هو لا شك عمل خيري واسع يدعم فكرة تنويع العمل التطوعي، كما أن هذه البرامج لابد أن تقوم من منطلقات مؤسسية تشرف عليها وزارة الداخلية وتستقطب المتطوعين والمتطوعات الراغبين في التقرب إلى الله بمساندة هذه الفئة ومساعدتها كي تتجاوز مرحلة العودة مجدداً إلى الحياة خارج السجن..

** أظن أنه من الضروري أن ننشط في هذا الاتجاه حفاظاً على أرواح معصومة لا ترتقي جريمتها إلى إزهاق روحها على يد أقرب الناس إليها.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد