وبدأ موسم الإجازات بكل ما تحمله من مشاكل وعقبات وتبعات وخلافات وخصومات أسرية.. وبكل ما تترك من انعكاسات على الأسرة سلباً وإيجاباً.
** ومع اقتراب موسم الإجازة.. بدأ الشد والجذب الأسري.. ويبدأ الخلاف بين الزوجين.. أين وكيف ومتى تكون الإجازة؟
** تبدأ مشاكل أخرى لم تكن في الحسبان.
** ليس كل الأزواج.. وليست كل الأسر قادرة على تمويل إجازة حتى لو كانت في نفس المدينة التي يقطنون فيها.. وهم غير قادرين حتى على تمويل إجازة في نفس منزلهم.. فكيف بإجازة بعيدة؟
** هناك مَن يقترض من أجل تمويل الإجازة.
** وهناك مَن يتسلف من أجل الإجازة.
** وهناك مَن يضارب في الأسهم طوال العام.. حتى إذا جاءت الإجازة باع كل شيء.. من أجل الإجازة.
** وهناك مَن يدخل في (جمعية) مع بعض زملائه من أجل أن يقضي وقت الإجازة.
** وهناك مَن يعجز حتى عن الاستلاف والاقتراض وتدبير أموره.. ويفشل في السفر أو الحصول على إجازة معقولة.
** هذه الأيام.. هي أيام الخلافات والخصومات والمشادات وتسخن معها المشاكل الأسرية.. وترتفع حرارة الخلافات وتظهر مشاكل ومشادات ربما تركت وراءها أموراً لا تحمد عقباها.
** ومن أبرز الأمور التي تقف وراء مشاكل الإجازات.. هي قضية (المغاير) أو (المجاكر) بين الأسر.. أو بين بعض الشباب أو بين بعض الفتيات.. نحن سنقضي إجازتنا في هذا البلد أو ذاك.. أو في تلك البلاد بشكل أو بصيغة تجعل مَن لا يقدر على ذلك.. يشعر بالمزيد من الإحباطات.. وعندها.. تبدأ مرحلة أخرى.. وهي محاولة (تدبير) أمور الإجازة على حساب ميزانية الأسرة.. ومن ثم.. استدعاء كل إمكانات الاقتراض والاستلاف وبيع الموجودات والدخول في إحراجات ومشاكل وإرباك ميزانية المنزل.. بل ربما دفع الأمر رب الأسرة إلى أبعد من ذلك.. عندما يدخل في (مديونيات) وقروض لها انعكاسات سلبية وخطيرة على الأسرة.. فقد يعود رب الأسرة من إجازته (السعيدة) ويُستدعى للحقوق.. ومن الحقوق إلى المحكمة.. ومن المحكمة إلى (السجن) إذا عجز أو فشل في السداد لأي سبب.
** كل أحاديث الناس هذه الأيام وقبلها.. عن الإجازة.. وأين ستكون؟
** ومشكلتنا.. أننا لا نعرف (كيف نمد رجلينا على قدر الْحافنا).
** مشكلتنا.. أننا نستدين ونستلف ونبحث عن قروض وتقسيط لأمور تافهة في حياتنا.
** مشكلتنا.. أننا نبحث عن المظاهر والشكليات أكثر من أن نسعى لأمور مهمة في حياتنا.
** ومشكلتنا.. أننا نتقن بجدارة.. الصرف والهدر والإنفاق الشره..وأننا نجيد (الفخفخة) - كما يقال - ولا نعرف شيئاً.. اسمه ضبط الإنفاق.. ولا نعرف شيئاً اسمه (الادخار) والاقتصار في الصرف على الضروريات.
** مشكلتنا.. أننا (نجخ) و(نفخفخ) و(نطخطخ) وكل شيء بالديون والأسلاف أو (الطْراره)، ومع هذا الراس ما تطوله المقمع!!
** حتى في تشييد المنازل.. لا نقتصر على الضروري.. فالشاب والفتاة في مقتبل حياتهما تكفيهما شقة صغيرة من غرفتين ومنافعهما فقط ومع ذلك.. فالكثير يبحث عن (فله) وحتى الفيلا لا تكفي (فيلا 200 متر) بل لا بد من فيلا (900م) فما فوق!!
** ومشكلتنا أن أكثر مساكننا (فلل) واسعة، وهذه تتطلب مصاريف وإنفاقاً وتشغيلاً وصيانة وفواتير من كل جنس وهدراً لا معنى له سوى (الفخفخة).
** أعود وأقول.. في هذه الأيام.. تتفاقم الخلافات الأسرية وتدخل (بعض) الأسر في مشاكل وخصومات وشد وجذب ربما تتداعى وتضطرب وتدخل في متاهات يصعب تطويقها.
** اليوم.. صارت الإجازة الصيفية عبئاً ومشكلة يحسب لها ألف حساب.
** كيف حولنا الإجازة إلى قضية؟
** وكيف صارت الإجازة التي يفترض أنها محطة استراحة لها أهدافها ولها غاياتها.. تحولت إلى كارثة؟
** الإجازة.. يهدف منها راحة الموظف.. كي يعود بنفسية أخرى ونشاط متجدد.. فكيف يرتاح مَن أثقلته الديون أو عاد من الإجازة بخصومة أسرية وخلاف عائلي ومشادات ومشاكل وخصومات؟
** نحن الذين حولنا إجازة الصيف إلى عبء.
** ونحن الذين قبلنا.. أن نتعارك كل عام ونختلف كل سنة حول الإجازة وكيف نقضيها.
** ونحن الذين قبلنا.. أن تكون الإجازة.. عبئاً سنوياً صعباً نختلف حوله كل سنة.
** هل الإجازة.. راحة أم عبء؟