إذا لم يكفِ تواصل إراقة الدم الفلسطيني والحرب الدائرة بين الفصائل الفلسطينية التي وصلت إلى مستوى من يسيطر على المساجد ويوجه الخطباء في أيام الجمع ليقولوا ما يريد قادة تلك الفصائل..!!
إذا لم يكفِ كل هذا ليعود الفلسطينيون إلى رشدهم فليعيدو ما قاله ليبرمان وزير خارجية الكيان الإسرائيلي من رئيس دولة فلسطين، رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، ورئيس السلطة الفلسطينية التي يفترض أن حكومة إسرائيل تعترف بها..!! مثلما تعترف منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الفلسطينية ب(دولة إسرائيل).. يقول ليبرمان (فُضَّ فوه) بأن محمود عباس لا يمثل إلا نصف الفلسطينيين..!
أيها الفلسطينيون سمعتم جيداً..؟!! يا من تغذون شقاق الفلسطينيين، وتدعمون انقسامهم: أفهمتم ما يرمي إليه هذا الليبرمان..؟!
الأمر واضح ولا يحتاج إلى جهد وتوضيح أوتحليل، فالوزير الإسرائيلي يكشف بأن الإسرائيليين ليسوا بحاجة إلى محمود عباس، أو غيره من الفلسطينيين..!! فقد أثبت الفلسطينيون أنهم غير مؤهلين لتمثيل شعبهم؛ فالآن موجود على ما تبقى -مما تبقى- من فلسطين سلطتان: إمارة في غزة.. وسلطة في رام الله, ولا حكم للسلطتين إلا على الفلسطينيين الغلابة الذين كتب عليهم أن ينقادوا إلى مثل هؤلاء الذين يبحثون عن كرسي الحكم ويتركون الوطن يتبخر.. فعلى طريقة (القضم التدريجي) التي يسير عليها الإسرائيليون فسوف يؤدي الانشقاق الفلسطيني والتقاتل على كل شيء بما في ذلك السيطرة على المساجد، ومن ثم الجامعات وبعدها المدارس.. ولا بأس أن يصل القتال حتى من أجل السيطرة على المطاعم للتحكم بتوزيع الفلافل.. ورغيف الخبز، وبعد أن يستنفد الفلسطينيون قواهم في هذا الصراع والانشغال في جلسات حوار إعادة اللحمة في مؤتمرات ولقاءات تعقد تارة في القاهرة وتارة أخرى في مكة المكرمة، ومرة ثالثة في دمشق، يكون الاسرائيليون قد أنجزوا ما يريدون تاركين الفلسطينين.. يتقاتلون.. ويتحاورون ناسين أنهم قد تركوا مهمة إنهاء الاحتلال.. وتفكيك المستعمرات.. وسكتوا عن الحديث عن عودة اللاجئين.. وغيبوا المطالبة بحدود ما قبل 4 حزيران من عام 1967، ونسوا أن لهم عاصمة ومدينة مقدسة اسمها القدس.
jaser@al-jazirah.com.sa