Al Jazirah NewsPaper Wednesday  15/07/2009 G Issue 13439
الاربعاء 22 رجب 1430   العدد  13439
الأمة تبكي عالمها وفقيهها الجليل
خالد عبدالعزيز الحمادا

 

العلماء هم قاعدة التماسك وصمام الأمان، وهم وقودها وقناديل طرقها ودروبها، هم رصيدها ومصدر إمدادها وتغذيتها الذي لا يجف ولا ينضب.. ومن كانت هذه صفتهم وهذا دورهم فلا شك أن فقدهم مؤلم ورحيلهم محزن..

واليوم تبكي وتتألم وتودع عالمها الجليل وشيخها الكبير فضيلة العلاَّمة الشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين -رحمه الله- الذي وافته المنية ورحل إلى جوار ربه ظهر يوم الاثنين 20-7- 1430هـ.

رحل فضيلة الشيخ.. ودعنا الفقيه الصادق المخلص، فارقنا بعدما أنشأ مدرسة وأسس جيلاً وعلَّم طلاباً وخلَّف حلقات علم ومجالس درس ما برحت تعطي وتنتج.. ودعنا العالم الكبير وأرَّث لنا مكتبةً تشع علماً وتضيء نوراً.. فنعم الموروث..

رحم الله شيخنا وبلَّغة الفردوس الأعلى، فمنذ أن قدم إلى هذه الدنيا ودرج على هذه الأرض وهو في رحلة الطلب وميادين البحث وحلقات الدرس.. حفظ القرآن وعمره اثنتا عشرة سنة وأمَّ المصلين في سن مبكرة، ودرس على أبيه وعلى الشيخ الشثري، قرأ مجموعة من الكتب العلمية وحفظ وحضر شرح المتون العلمية، ثم بعد ذلك حصل على درجة الماجستير والدكتوراه من المعهد العالي. وسيرة الشيخ ورحلته الطويلة المثمرة المليئة بالإبداع والإنجاز والإمتاع لا تكفيها هذه الخطوط ولا تحدها هذه الطور وإنما هي مشاعري وخواطري التي جاشت عند سماع وفاة هذا العالم الفاضل فأحببت أن أجسدها على الورق وأمدها على السطور كلمات باكية آسفة على فقد هذا العالم الجهبز ورحيل الناصح المخلص.. فوداعاً أيها الشيخ الزاهد والمربي الفاضل والمعلِّم الصادق.. عيون الأمة تدمع وقلبها يحزن لرحيلك وغيابك وفراقك لكن هناك شيئاً لم يرحل وأثراً سيبقى فقد تركت لنا مدرسةً تعلِّم وميادين علم تدِّرس وكتباً وبحوثاً تُقرأ وتشرح.. فرحمك الله وغفر لك ورزقك الفردوس الأعلى ورزقنا وذويك الصبر والسلوان، وإنا لفراقك يا سيخنا الفاضل لمحزونون ولا تقول إلا ما يرضي ربنا (إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد